إن ما حققته وتحققه الدول المزدهرة من تنمية وتطور لم يعد سراً غامضاً يجب على كل دوله اكتشافه لكي تتقدم وتزدهر هي الأخرى.. وعموما يمكن القول إجمالاً إن تحقق التنمية والتطور الحضاري يتطلب تحقق شرطين أساسيين: أولاً - وجود قيادة سياسية متمكنة لديها رؤية مستقبلية ناضجة تحقق للبلاد تقدمها ومشاركتها الفاعلة في صنع حضارة وتقانة العصر، (وهذا الشرط بلا جدال متحقق في حالتنا بوجود القائد الإصلاحي عبد الله بن عبد العزيز)، ثانياً - وجود قيادات تعليمية قادرة على ترجمة رؤية القيادة السياسية المستقبلية إلى واقع (وهذا الشرط لك عليه في حالتنا - مع وجود قيادات تعليمية فيهم الخير والبركة).. أرجو ألا يتصور أحد أنني تجاهلت أن أضيف عنصر «المال» كشرط لازم لتحقيق التطور التعليمي، وبالتالي النمو والازدهار الوطني.. إن وفرة المال لم تحقق تقدماً وازدهاراً لبلد مثل نيجريا أو ليبيا بسبب تخلف القيادة السياسية، وفي المقابل لم يكن انعدام المصادر الطبيعية (المال) عائقاً أمام تقدم كوريا وسنغافورة التي تقودها قيادات سياسية وقيادات تربوية متمكنة ومبدعة.. لا قيمة للمال إطلاقاً إذا لم توجد القيادة الراشدة التي تستثمره وتحميه من الفساد.
هناك ثلاثة مهددات قاتلة لمشروعنا النهضوي وهي: (الفساد) و(التشدد الديني) و(طغيان الانتماء القبلي على الانتماء الوطني)، لكن هذه المهددات إلى زوال لو نجحنا في بناء تعليم نوعي فعّال يعد أبناءنا لتحديات القرن الحادي والعشرين.
أستاذ التربية بجامعة الملك سعود