فاصلة:
(لا يمكنك أن تحتفظ بهذا اليوم، ولكن بوسعك ألا تفقده)
(حكمة لاتينية)
أعجبني أسلوب تقدير وزارة الخارجية لموظفيها المتقاعدين؛ إذ إنها تعتمد برنامجاً لتأهيل المنتسبين الجدد من موظفيها الدبلوماسيين بالاستفادة من جهود السفراء المتقاعدين، واستخلاص خبراتهم وتجاربهم لتأهيل دبلوماسييها.
وحسب الخبر المنشور في صحيفة الوطن في عددها الصادر يوم الجمعة 19-7-2013، فإن الوزارة في كثير من الأحيان تستعين بالسفراء والمتقاعدين في بعض التقارير وبعض الاستشارات التي تخص البلدان التي عملوا فيها.
برأيي، تحمل هذه الخطوة الكثير من المعاني الإنسانية، إلى جانب أنها خطوة عملية؛ فالخبرة كنز لا ينضب.
والقصة أننا في تعاملنا مع كبار السن نقلل من أهمية خبرتهم، بل صار بعض جيل اليوم بسبب التقنيات الحديثة والعوالم الافتراضية ينظر إلى تجربة كبار السن العملية وكأنها تلوث التطوير والتكنولوجيا بتقليديتها.
كبار السن في كل مكان، سواء كانوا يعملون في الحياة العملية أو مثل بعض النساء لم تنخرط في العمل، بحاجة إلى دعم المجتمع من خلال تأكيد أهميتهم.
لا يوجد أصعب من إحساس الإنسان بأنه أصبح على الهامش في التأثير فيمن حوله.
وفي الدول المتحضرة يعيش كبار السن حياتهم ببهجة أكبر من خلال إحساسهم باستقلاليتهم، وبتأثيرهم في المجتمع، بينما يخطئ البعض حين يعتقد أن علينا توفير أسباب الراحة لهم فقط ليعيشوا حياتهم بدون هدف.
طعم الحياة لا يكون إلا بإحساس الإنسان بقيمته ودوره في حياة مَن حوله، من خلال تعاطيهم مع خبرته الحياتية.
الحياة في أماكن أخرى من هذا العالم تبدأ في الخمسين، وربما في السبعين من العمر؛ فهي لا تتوقف لكبر السن أو الانتهاء من العمل الرسمي، بل هي تبدأ بممارسة الإنسان هواياته وتمتعه بوقت أكبر للتفاعل مع من حوله.
لا تحرموا كبار السن من حياة جديدة وبهجة مختلفة.
nahedsb@hotmail.com