قبل خمسين عاماً كتب محمد حسين زيدان (رحمه الله): «نشأ فينا رجال لم يصنعوا الأدب ولكنهم نشروه فكانوا بذلك أكثر من صانعيه».. وكان يقصد آنذاك الشيخ محمد سرور الصبان (رحمه الله) الذي نشر على نفقته الخاصة عدداً كبيراً من بواكير الإنتاج الأدبي السعودي.. واليوم فإن تلك المقالة تنطبق على الشيخ عبدالمقصود خوجه.. فهذا الرجل وخلال أكثر من ثلاثين عاماً متواصلة استضاف وكَرَّم وطبع وجمع ونشر ما لا تقوم به إلا مؤسسة ثقافية كبرى.
) من حظ أي صناعة أن يكون لها قائد أو إمام يؤثر بها ويقتدي به مجتمع تلك الصناعة.. وإذا كان هناك من قائد أو إمام لصناعة الثقافة وبالذات في شق الصالونات الثقافية فهو بلا شك الشيخ عبدالمقصود خوجه.. فاثنينيته ممتدة منتظمة قوية شهيرة.. تجعل من ضيوفها نجوماً على مستوى الوطن.. وتمنحهم شهادة التميز الوطني الذي استحق تكريم اثنينية خوجه.
كما أن القيادة في أي ميدان تستوجب أن تكون فاعلاً في النشاط وميدانه.. وهو ما فعله الشيخ عبدالمقصود خوجه مطلع عام (2007م) حينما استضاف أصحاب الصوالين الثقافية ورؤساء الأندية الأدبية في المملكة في لقاء حضره أربعين صاحب صالون ورئيس نادٍ أدبي من مختلف مناطق المملكة ولمدة يومين.. كان خلالها كريماً ودوداً مضيافاً.
) والمحلل لسياسة التكريم في الاثنينية يرى فيها روح التنمية فضيوفها من شتى التخصصات والمناطق والأعراق والجنس.. وبلغت من الذيوع والقبول أنها أصبحت رمزاً وطنياً للتكريم.. فالاثنينية في العناية بالمبدعين والاحتفاء بهم تسد فجوة وطنية كبيرة مهمة في تحفيز التنمية.. ولطول أمدها وشموليتها وانتظامها فهي تعد من أنشط مؤسسات المجتمع المدني السعودي اليوم.
) أدار الشيخ عبدالمقصود خوجه اثنينيته وفق نظام مؤسسي.. فحجم العمل والمتابعة وكثافة الاستضافات من داخل وخارج المملكة يدل على جهد مؤسسي عالي الكفاءة استطاع من خلاله استضافة أكثر من (500) مبدع في مجالات الحياة.. كما استطاع جمع مادة اللقاءات بما احتوته من فكر وآراء وردود ومداخلات.. وطبع تراث رواد المرحلة المبكرة والوسطى للأدب السعودي.. فزود المكتبة العربية ومن قبلها السعودية بسِفْرٍ ثقافي فريد.
) أخيراً: حينما يصبح اسم الشخص مرادفاً للتكريم فهذا يعني أنه مفضال معطاء بشوش باذل لطيف عفيف سمح سخي.. وهي من صفات المواطن الكبير.. المواطن القدوة.. المواطن عبدالمقصود خوجه.
