نشعر جميعاً بفرح، عندما يلقي رجال الأمن القبض على مزور أو سارق أو عابث بالممتلكات العامة، وذلك لأن مثل هؤلاء أخذوا في الازدياد في حياتنا، دون أن يكون هناك ازدياد في الإجراءات الأمنية التي من شأنها القبض عليهم جميعاً، وإراحة الناس منهم ومن شرورهم.
الأسبوع الماضي، قبضت الشرطة على «عامل» يماني بتهمة سرقة سيارة وتغيير رقم هيكلها والتلاعب فيه بهدف نقل ملكيتها لصالحه.
عامل المعدات الكهربائية الزراعية، لم يكن عاملاً بمعنى الكلمة، بل كان، أو بالأحرى صار طبيباً من أطباء منطقة عسير، إلى أن استقر به المقام في جدة، متنقلاً بين أشهر مستشفياتها الحكومية، دون أن يكشف حقيقته أحد، لا وزارة الصحة ولا وزارة العمل ولا وزارة الكهرباء ولا وزارة الزراعة!! الشرطة أراحت كل هؤلاء من كشف زيف هذا الطبيب، وذلك عندما بلّغ مواطن عن سيارته المسروقة!!
وبعد القبض على الطبيب الذي كان سيحصل على جائزة وزارة الصحة، لأفضل طبيب يمني مقيم، لم تجهد الوزارة نفسها لكي تكمل مهمة الشرطة، بل تركت الملازمين والنقباء يتابعون خيوط الجريمة، ليكشفوا كل المنشآت الطبية التي عمل بها وعدد المرضى الذين قام بعلاجهم للتأكد من عدم التسبب لهم في مضاعفات. كل هذا تحت شعار «الشرطة في خدمة وزارة الصحة»!
الله يرحم حالنا وحال صحتنا!!!