يطلق أهل الشام تسمية (الحكيم) على الطبيب وهي تسمية ذكية ولطيفة ولها مدلولها كذلك. لكن ماذكرني بهذه التسمية هو الدكتور وليد فتيحي في برنامجه (ومحياي) الذي يقدم في هذه الأيام من الشهر الفضيل، لأنه على قصر مدته الا أنه حكم يومية دون إطالة او تفاصيل علمية تشتت ذهن المتلقي ، فكثير الكلام ينسي بعضه بعضا...
... لكن الدكتور وليد يقدم يومياته العلمية والتربوية، الطبية والنفسية مهديا للمتلقي والمشاهد زبدة علمه وطبه وقراءاته وثقافته وحكمته، جواهر ودرر أتقن صياغتها ثم أحسن إهداءها. الدكتور وليد ذكرنا بالطبيب والمفكر الراحل مصطفى محمود رحمه الله تعالى عندما مزج بين العلم والايمان والأدب في كتبه وفي برنامجه الشهير ( العلم والايمان ). وليد فتيحي الذي أتى من بيت تجارة درس الطب في الولايات المتحدة حيث حصل على الماجستير في الصحة العامة والادارة والقوانين الطبية من جامعة هارفرد، وحصل على الدكتوارة من جامعة جورج واشنطن في الطب أيضا، ثم حصل على الزمالات ومارس الطب وقام بالتدريب والتدريس في جامعة هارفرد والمستشفيات التابعة لها. وهو حاليا يرأس المركز الطبي الدولي بجده، وله زاوية أسبوعية بصحيفة عكاظ الى جانب إصدارات عدة.
ترتبط مهنة الطب بالانسانية ويحتل الطبيب مكانته المرموقة في الذهنية العامة، يخضع لتعليماته الملوك والقادة، كما العامل البسيط ورجل الشارع، على اختلاف ثقافتهم ومرجعياتهم ومقاماتهم، فكيف اذا جمع مع الطب العلم الواسع والثقافة العميقة الرصينة، والحكمة والهدي القرآني والنبوي الصافي.
وأجزم أن هذا الاسهام الراقي المتميز والمؤثر في وعي وثقافة الجمهور يوازي مايقدمه الدكتور وليد من علاج وطب في مستشفاه أو أي صرح طبي آخر، لأنه يقدم في برنامجه هذا بلسما شافيا لعلة اجتماعية مستشرية، أو ترياقا لسموم أخلاقية تجرعها بعضهم عن جهل أو غفلة، ووصفات حكيمة لمن يبحث عما يقوي النفس والفكر والجسد معا.
مثل هذا البرنامج حقيقة هو مانتمنى أن نراه يسود ويطغى، لأننا بحاجة لصوت الحكمة أن يطغى، بعد أن طغى النعيق وكثر الاسفاف في فضائنا العربي. كما أننا بحاجة شديدة لأمثال هذا الطبيب الحكيم لأنه فخر لمجتمعنا، وما دفعني للكتابة عنه حقيقة أن برنامجه ( ومحياي ) من أعظم ماشاهدته في حياتي، ومن لايشكر الناس لايشكر الله، فشكرا دكتور وليد وليت أمثالك يكثرون، تقبل الله صيامكم وقيامكم ورعاكم أجمعين.
omar800@hotmail.comتويتر @romanticmind