بموازاة الصراع الدائر بين المصريين الذين انقسموا إلى فسطاطين، القسم الأكبر منهم موجود في ميادين التحرير وأمام قصر الاتحادية في ميادين المحافظات، وآخر يعتصم في ميدان رابعة العدوية وميدان النهضة أمام جامعة القاهرة وبعض الساحات في المحافظات، لدعم (شرعية) الرئيس المعزول محمد مرسي، والسابقون لتأكيد (شرعية) الزحف والتظاهر الشعبي ...
... بموازاة الصراع المصري، يخوض الفلسطينيون صراعاً من نوع آخر يكشف المناكفة التي أشغلت كلاً من حركة فتح ونظريتها حماس عن جموع الفلسطينيين الذين لا يسرّهم انشغال قادتهم في مشاكل الدول الأخرى، والتدخل في شؤونها الداخلية.
القصة بدأت منذ استطاعت جماعة الإخوان المسلمين الوصول إلى سدّة الحكم في مصر، فقد أ خذ الحمساويون يتصرفون وكأنهم شركاؤهم في حكم المحروسة، وفعلاً حصلت حماس على مكاسب لعلّ من أقلها التوسع في تشغيل الأنفاق، وأصبح أهل غزة وكأنهم من سكان سيناء يعبرون الأنفاق متى شاؤا، والبضائع تتنقّل من مصر إلى غزة، حتى أنّ بعض الغزاويين أخذوا يطلبون (الكنتاكي) من رفح المصرية ليصل طازجاً إلى رفح الفلسطينية وخانيونس وغزة، ولهذا وبعد سقوط حكم الإخوان والزج بمحمد مرسي في السجن، فَقَد الحمساويون الحظوة في مصر وأغلقت الأنفاق، وأصبح الفلسطيني وليس الحمساوي فقط مشبوهاً في مصر..!! وهنا حانت الفرصة لحركة فتح لتفضح منافستها (حماس) وتنشر وثائق تزعم من خلالها أنّ حماس تدخّلت في الشئون الداخلية المصرية، ومنها أنّ مقاتلين من حركة حماس يشاركون في عمليات مهاجمة السجون المصرية، وأنهم هم من أخرجوا مرسي من سجن وادي النطرون ومعه بعض المعتقلين من جماعة حماس وحزب حسن نصر الله اللبناني، وأظهرت وثيقة أخرى مشاركة قياديين من حماس في اعتصامات رابعة العدوية والنهضة.!!
حماس ردّت على وثائق حركة فتح، فادّعت أنّ الفتحاويين هم من يتدخّلون في الشأن المصري، وأنهم بتزويدهم بالوثائق التي تزعم تدخُّل حماس، قد شوّهوا صورة الفلسطينيين في مصر واستَعْدوا السلطة الجديدة والشعب المصري على كلِّ فلسطيني، حيث لا يوجد شيء يميِّز الحمساوي عن الفتحاوي، وذكرت تلك الوثائق بأنّ مسؤولين أمنيين في السلطة الفلسطينية قد أرسلوا تقارير وبلاغات للمخابرات المصرية لتحريض السلطة الجديدة على حماس والفلسطينيين، كما أنّ السفارة الفلسطينية في القاهرة قامت بـ(فبركة) أخبار إعلامية لتوريط حماس في الأحداث التي تشهدها مصر، وتحريض الشارع المصري على حركة حماس وعلى الإخوان المسلمين.
(العراك) الفلسطيني الفلسطيني الذي يأتي موازياً لنظيره من عراك يشهده الشارع المصري، تذكِّر بتورُّط (الثورة الفلسطينية) في الشئون الداخلية العربية، كما حصل في الأردن ولبنان وبعد غزو العراق للكويت، وسوريا الآن، حيث تحوّل أحمد جبريل إلى شبيح أسدي يساند نظاماً يبيد شعبه..!
jaser@al-jazirah.com.sa