بعد أن قرأت مقالة الزميل سعد الدوسري في عدد يوم الثلاثاء الماضي، التي يقول فيها إن رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان قال «لقد ارتفع عدد الفعاليات التي أقامتها الهيئة إلى 450 فعالية أسهمت في توفير 55 ألف وظيفة دائمة ومؤقتة وبإجمالي عدد زوار بلغ 55 مليونا خلال ثماني سنوات فيما بلغت العوائد الاقتصادية منذ عام 2005، وحتى نهاية 2012 في مختلف مناطق المملكة أكثر من 17 مليار ريال، وأقول بعد أن قرأت مقالة الزميل سعد على لسان الأمير سلطان قد قال منذ عدة سنوات خلت إن السياحة والآثار في المملكة لو وجدت تعاونا حقيقيا من كافة الأطراف لأصبحتا مصدراً هائلاً من دخل البلاد إذا لم تخني الذاكرة فإن الأمير سلطان أضاف أيضاً «أن في المملكة أكثر من عشرة آلاف موقع أثري»، وبعد أن تذكرت كلام الأمير الذي قاله آنذاك تناولت كتاب «ترحال في صحراء الجزيرة العربية» للرحالة والمستشرق الإنجليزي «تشارلز داوتي» الذي جاب الجزيرة العربية وتحدث عن مئات المواقع الأثرية فيها ورغم سلاطة ووقاحة وبذاءة المستشرق إياه وصراحته المطلقة إزاء كل من تعامل معه في تلك الرحلة إلا أنه تكلم عن عجائب الآثار وجغرافيا الجزيرة العربية وقبائلها ومدنها وقراها بدقة متناهية، ولعل أكثر ما شدني في كلامه هو حديثه عن «تيماء» إذا يقول «بدت لنا قرية تيماء هذه العلامة الأرضية الفارقة عبارة عن أرضية من الصخر المعدني الأرجواني اللون المشوب بأحجار الحديد، ومع بداية العصر بدأنا نشاهد أعراف نخيل الواحة، ثم اقتربنا من سور البلدة الدائري إذ هاهي البساتين الخارجية تطالعنا ونحن نقترب منها، إنها تشبه في نظرنا جنة عدن، إذ ترى النخل المحمل بالثمار «تمور ذهبية» تمور أرجوانية, تمور متنوعة، والعديد من بساتين الفاكهة، أهل تيماء طيبون وكريمون ويرتدون ملابس نظيفة وبلدتهم في غاية النظافة والجمال وفيها العشرات من الآثار المهمة، ناهيك عن بئر هداج العظيم، وبالطبع كان هذا الكلام في عام 1878، أما اليوم وباستثناء قيام أمير منطقة تبوك الأمير فهد بن سلطان بالتوجيه لتنظيف هداج قبل سنوات وصيانته للحفاظ عليه كمعلم تاريخي فإن تيماء اليوم وكما كتب أحد سكانها تعاني الإهمال في شوارعها ونظافتها وحفرياتها وعدم الاهتمام بآثارها الشاخصة والمطمورة، فيا سبحان الله، شتان بين الزمانين 1878 ميلادية وعام 2013 ميلادية في الفرق والمفارقة أيضاً.