الواقع المرير الذي تعيشه الأمة الإسلامية بدأ يمثل هاجساً لدى الدول الغربية، وأصبح المسؤولون فيها يصرحون علناً أن هناك حرباً وشيكة بين السنة والشيعة حتى إن مسؤولاً أمريكياً أكد أن أمريكا ستعمل على اتخاذ الإجراءات اللازمة للتدخل
عندما تحدث هذه الحرب؟ إنه حقاً أمر مؤلم وخبر مزعج؟
كيف استطاع أعداء الإسلام إيجاد مثل ذلك الفتنة الكبرى في صفوف أبناء الأمة الواحدة؟ رغم أنهم شنوا ثماني حملات صليبية كلها باءت بالفشل لأن هناك رجالا انخرطوا في كتائب الإيمان ودحروا الغزاة.
نعم إن هؤلاء يؤمنون بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وآله وسلم نبياً ورسولاً، ولهذا فقد هزموا من غزاهم في جيوش هدفها القتل والاحتلال والاستعمار؟، ورغم هزيمة الأعداء فإنهم ابتكروا طريقة أخرى لتدمير الإسلام وأهله، وبدأوا بحملاتٍ ثقافية وعقائدية وفكرية من خلال إعلامهم البغيض الذي أثر كثيراً على بعض المسلمين وأصبح كثير من شباب الأمة يقلدون الغرب متأثرين بالفكر والثقافة الغربية، وتعدى ذلك إلى أن بعض أبناء المسلمين ابتعدوا عن أصول دينهم والتصقوا بالحضارة التي تخالف عادات وأخلاقيات الإسلام، وها هم أعداء الأمة اليوم يشعلون نار الفتنة بين المذاهب الإسلامية ويخططون لحرب طويلة مدمرة بين أبناء الدين الواحد، وها هم يزرعون الانقسامات العرقية والطائفية وإيجاد النزاعات والفتن؟
يا أمة الإسلام أنتم مدعوون للتمسك بقيم وأخلاقيات وتعاليم الدين الحنيف لمواجهة كل الأخطار المحدقة بكم؟ وعليكم دحر كل التيارات التي أبعدتكم عن الجانب الروحي والأخوي، واعلموا أن دينكم يرفض كل أنواع الفتن ما ظهر منها وما بطن وركز على أن العبادة للجميع على أساس الكتاب والسنة؟ ألا يكفي أمة محمد ما هي عليه اليوم من تشريد وقتل وسلب ونهب؟ والسؤال المحير هل أصبح أعداء الإسلام يخافون علينا أكثر من خوفنا على أنفسنا؟ إنها والله الكارثة؟ فهل يتنبه كل مسلم ويعمل لإبطال ونزع فتيل الحرب القادمة ونتحد جميعا تحت راية لا إله إلا الله محمد سول الله والله المستعان.