|
إعداد - راشد الزهراني:
رغم مساعي الجهات المختصة لحل أزمة ارتفاع أسعار المواشي وكذلك رفع حظر الاستيراد عن أربع دول إلا أن المحلي يبقى في صدارة الارتفاع بنسبة 200% وخاصة في مثل هذه المواسم. رواد المحلي يقولون: إن أسعار المواشي المحلية مرتفعة جداً، ويأتي في مقدمتها «النجدي»، «النعيمي»، «السواكني»، و»الحري». وقد عزوا هذا التلاعب في الأسعار لعدم وجود الرقابة والنظام الرادع أو العقوبة التي تكبح جماح الأسعار.
«الجزيرة» رصدت خلال جولة موسعة حركة استيراد المواشي وآليات عمل المحاجر الصحية والأطباء البيطريين ودور وزارة الزراعة في دعم التنمية في المملكة.
يقول ضاحي المطيري رئيس مجلس إدارة إحدى المؤسسات الدولية في استيراد المواشي: إن اختيار جيبوتي لتكون مقراً للمحجر جاء بتوصية من المنظمة الدولية للصحة الحيوانية، نظراً لخلوها من الأمراض، إذ تعتبرها صمام أمان لسلامة الثروة الحيوانية في الدول المصدرة والمستوردة لمواشي دول القرن الإفريقي، مشيراً إلى أن الأغنام الإفريقية تتميز بقرب مستواها من الإنتاج المحلي لذا فهي من البدائل التي يمكن أن تسهم في سد النقص الحاصل في السوق المحلية والسيطرة على الأسعار، إضافة إلى أن قرب ميناء جيبوتي يجعل شحنات المواشي تصل سريعاً.
من جانبه ذكر الشيخ محمد قايد مدير المؤسسة الدولية المشغلة للمحجر الصحي الإقليمي في جيبوتي أن من أهداف إنشاء المحجر الصحي الإقليمي في جيبوتي هو توسيع التجارة البينية بين الدول الإفريقية والعربية والإسلامية بصفة خاصة ودول العالم بصفة عامة، إضافة إلى إيصال أجود أنواع المواشي وبأسعار منافسة للمستهلك، وكذلك توفير بيئة مناسبة للاستثمار في مجال تنمية الثروة الحيوانية في المنطقة، إلى جانب رفع المستوى المعيشي للرعاة ومربي الماشية في منطقة القرن الإفريقي في إطار التنمية المستدامة للإنسان.
كما بين قايد أن الأمين التنفيذي لمنظمة IGAD قام مؤخراً بزيارة للمحجر، وقد أعجب بتجربته، كما قام الدكتور أحمد محمد علي رئيس البنك الإسلامي للتنمية بزيارة خاصة للمحجر الصحي الإقليمي في جيبوتي, وأشاد بفكرة إنشاء المشروع.
وفيما يتعلق بالمستوى الصحي للمواشي قال قايد إن وزارة الزراعة السعودية أرسلت أكثر من لجنة لزيارة محجر جيبوتي الإقليمي بهدف الاطلاع عن كثب على آلية العمل فيه والتأكد من تطبيقه لاشتراطات منظمة الصحة العالمية، وقد قام الوفد بزيارة جميع أقسام المحجر وأعد تقريراً شاملاً حول وضع مختلف الجوانب الفنية والإدارية, لمتابعة سير العمل أثناء تصدير مواشي الهدي والأضاحي للحجاج.
شهادة صحية بيطرية موثقة
وحول استخراج الشهادة الصحية قال الطبيب البيطري محمد حسون: يتم فحص الماشية ظاهرياً ثم ترقيمها وسحب عينات الدم وإرسالها إلى المختبر للفحص في خلال 24 إلى 36 ساعة منذ وصولها إلى المحجر، ويوفر المحجر جميع اللقاحات التي تحتاج إليها المواشي، كما يقوم بتحرير شهادة صحية بيطرية موثقة من الجهات المختصة تثبت خلو المواشي من الأمراض الوبائية والمعدية، كما يقوم بإخطار دول المنشأ بأية ملاحظات مرضية أو غذائية على الحيوانات الواردة من تلك الجهات، ويسعى إلى تنشيط البحث العلمي مع الجهات المختصة في تلك الدول للتصدي للمشكلات التي تواجه انسياب تجارة المواشي البينية والدولية.
وفيما يتعلق بمصادر جلب المواشي أكد أن بعض المواشي تصل من مصادر محلية ومعظمها من إثيوبيا والصومال ممثلة في منطقتي بوصاصو وبربرة وتحمل كل المواشي القادمة من الدول المجاورة شهادة منشأ وتقوم سلطات الجمارك الجيبوتية بالتأكد من ذلك، ولكن المحجر يقوم بالتعامل مع كل المواشي بصورة موحدة بغض النظر عن مصدرها. وقال: «إن المواشي المصدرة تمر بجميع التدابير الصحية والاحترازية للتأكد من سلامتها وخلوها من الأمراض من خلال إخضاعها لفترة حجر تصل إلى 30 يوماً وعمل متابعة دقيقة تحت رقابة صارمة ومن ثم منحها شهادات فحص معتمدة تثبت خلوها من الأمراض.
قرار رفع الحظر عن استيراد الأبقار من الأوروجواي
وقد أصدرت وزارعة الزراعة قرارا حصلت «الجزيرة» على نسخة منه يقضي برفع الحظر المفروض على استيراد الأبقار الحية من جمهورية الأوروجواي وذلك وفقاً لعدد من لشروط أهمها، أن تكون جميع إرساليات الأبقار مصحوبة بشهادة صحية بيطرية من الجهات الحكومية المختصة بعد تعديلها من قبل جمهورية الأوروجواي وبما يتناسب مع شروط المنظمة العالمية للصحة الحيوانية (OIE) وكذلك الشروط الخاصة بالمملكة، حجر جميع ارساليات الأبقار لفترة لا تقل عن (21) يوماً في إحدى محطات التجميع المعتمدة من قبل وزارة الزراعة بالأوروجواي على أن يوضح تاريخ دخول وخروج الإرسالية من محطة التجميع بالشهادة الصحية البيطرية المعتمدة، فحص جميع إرساليات الأبقار باستخدام اختبار (3ABC) ضد مرض الحمى القلاعية في ثاني أسبوع من فترة الحجر المذكورة أعلاه، فحص جميع إرساليات الأبقار باستخدام اختبار (Tuberculin Skin Test) ضد مرض السل البقري في فترة الحجر المذكورة أعلاه، تحصين الأبقار بلقاح الحمى القلاعية حسب البرنامج المعمول به لدى جمهورية الأوروجواي على أن يتم شحن الإرسالية في فترة لا تتجاوز الثلاثة شهور من تاريخ آخر تحصين، يجب أن تكون جميع الأبقار خالية من الأمراض المعدية والوبائية الأخرى وتم فحصها قبل الشحن ظاهرياً ومخبرياً والنتائج سلبية لأي مرض معدي وخصوصاً مرض الحمى القلاعية، الحمى المالطية (البروسيلا)، مرض السل البقري، وأن تكون الأبقار واردة من مزارع خالية من الأمراض التالية (الحمى القلاعية، البروسيلا، الحمى الفحمية، السل البقري) في فترة لا تقل على 12 شهر قبل شحنها، يجب تطبيق جميع إرساليات الأبقار باستخدام (Ear-tag)، وتطبيق عمليات التطهير اللازمة للشاحنات قبل التحميل بمطهرات معروفة ذات فاعلية عالية ضد الفيروسات والمسببات المرضية الأخرى.
فتح الاستيراد من أربع دول
كان الدكتور خالد الفهيد وكيل وزارة الزراعة المساعد لشئون الثروة الحيوانية قد ذكر في تصريح له أن وزارته تسعى إلى فتح الاستيراد من أربع دول، إضافة إلى الدول التي تستورد منها، بعد أن رفعت الحظر عن تركيا بعد انقطاع دام أكثر من عقد ونصف من الزمن. وتسمح وزارة الزراعة، باستيراد المواشي الحية في الوقت الجاري من جيبوتي والصومال والسودان وإريتريا وتركيا والبرازيل، إضافة إلى تركيا التي رفع الحظر عنها أخيراً، إضافة إلى أوروجواي.. وتستهدف السعودية توسيع خيارات الاستيراد وزيادة حجم المعروض من المواشي في السوق المحلية، لكبح جماح ارتفاع أسعار المواشي.