المخطط الأمريكي للشرق الوسط الجديد يهدف في المقام الأول إلى تحقيق السلام لإسرائيل من خلال إجراءات طويلة الأجل يجب أن تصب نتائجها في صالح المخطط، ومنها تهجير العرب والاستثمارات المحلية من القدس الشرقية إلى المدن الأخرى مثل رام الله ونابلس والخليل من خلال صعوبة التنقل داخل القدس الشرقية وضياع الساعات في طوابير الانتظار
أمام نقاط التفتيش المزروعة في شوارعها، وفي نفس الوقت شجع الاحتلال الصهيوني على تطوير مدينة رام الله فازدهرت بفضل المال اليهودي والعمل على تحويلها إلى بوابه تفتح على القدس يعبر من خلالها أتباع الديانات الثلاثة، وتحويلها إلى مركز اقتصادي جاذبٍ لمختلف الاستثمارات الدولية يجعلها بمثابة الجوهرة التي تزين الضفة الغربية، عندها لن يتردد الأردن في قبول الضفة الغربية كجزء من الدولة الأردنيه، كما سيلقى قبولا من الجيل الجديد من قيادات منظمة فتح بعد أن يلحق الحرس القديم بالرفيق الأعلى.. في الجهة الغربية وعلى ساحل خليج العقبة توجد غزة المحاصرة وموطن حركة حماس وهي نسخة طبق الأصل عن جماعة الإخوان المسلمين، كلاهما نفس التكوين ويحملان نفس العقيدة، فحماس حركة تمثل الإسلام السياسي وبداخلها التنظيم الحركي المكون من كتائب القسام لتنفيذ المهام الميدانية سواء بعناصرها الذاتية أو بالتعاقد مع الفصائل المسلحة الأخرى، وجماعة الإخوان المسلمين تمثل الإسلام السياسي وبداخلها التنظيم الخاص يقوم بدور المهام الحركية بالتعاقد مع مقاول متخصص مثل البلطجيه، كتائب القسام، حزب الله والجهادية التكفيرية في سيناء.. الهوية الفلسطينية من الناحية النظرية يجب أن تكون واحده ولكن على أرض الواقع هناك تباين بين عقيدة منظمة فتح وعقيدة حركة حماس، وقد وصل التباعد بينهما إلى درجة إطلاق مشروع وساطة بينهما تحت اسم المصالحة الفلسطينية برعاية مصر ومع ذلك تظل المسافة بينهما شاسعة على الرغم من كل محاولات التقريب.. نتيجة التماثل أو التطابق في العقيدة والتكوين بين حماس وجماعة الإخوان المسلمين والقرب الجغرافي لغزة من مصر يفصل بينهما فقط معبر رفح، ظهر تأييد حماس المنقطع النظير للنجاح المؤقت الذي حققه الإخوان المسلمون عندما أصبحت الرئاسة المصرية من نصيبهم، فانتبهت أمريكا لحماس حركة حماس فسارعت إلى عقد عدة اجتماعات مع الإخوان المسلمين بعدها أعلنت أمريكا تأييدها للإخوان المسلمين صاحبته تسريبات إخبارية عن صفقة تمت بينهما تفيد بحصول الإخوان المسلمين على تأييد أمريكي لهم مقابل تعاونهم مع أمريكا على استكمال تنفيذ مخطط الشرق الأوسط الجديد الذي يحتاج تحقيقه إلى اقتطاع جزء من صحراء سيناء لصالح حركة حماس يسمح لمدينة غزة بالتمدد السكاني والنمو العمراني (الديموغرافي) باتجاه سيناء، وفيما بعد يحمل اسم الدولة الفلسطينية.
الخلاصة:
تسببت إزاحة الجيش المصري للرئيس مرسي من الرئاسة في احتجاج واعتصام الإخوان المسلمين بميادين القاهرة خلالهما ظهر استخدام ملحوظ للعبارات الإنجليزية في مواقع الاعتصام، كما لوحظ أيضا أن مؤتمرات الإخوان المسلمين الصحفية أصبحت باللغتين العربية والإنجليزية وكأنها رسائل إلى أمريكا تذكرهم بالاتفاق الذي تم بينهما من تحت الطاولة تقضي بحصولهم على التأييد الأمريكي مقابل تخصيص قطعة من صحراء سيناء للفلسطينيين.
إزاحة الجيش المصري للرئيس مرسي عن الرئاسة المصرية قوض ذلك الاتفاق، ولكن ليس بالضرورة تقويضاً لمخطط أمريكي للشرق الأوسط الجديد، سيتعين على أمريكا تحديث المخطط بشطب ممثل الإخوان المسلمين من المخطط ووضع اسم (مجهول) ينتظر أن يجلس على كرسي الرئاسة مجدداً.
khalid.alheji@gmail.comTwitter@khalialheji