|
بيروت - هناء حاج:
شهد مسلسل «يا مال الشام» قبل عرضه تجاذبات جعلت الكثير من متابعيه يضيعون بالتسمية، كونه مقتبسا عن عمل روائي حمل عنوان «وداد من حلب» للكاتب قحطان مهنّا، حين صياغته الدرامية من تأليف عدنان العودة حمل عنوان «وطني» لينتقل أثناء بدء إخراجه مع باسيل الخطيب الى عنوان «حدث في دمشق» لكن تصل فريق العمل مع شركة الإنتاج الى صيغة نهائية إذ صار اسمه «يا مال الشام» ويعرض على شاشة أبوظبي وأل بي سي اللبنانية.
يروي الفيلم قصة حقيقة عن حياة اليهود في دمشق القديمة والتجاذبات التي حصلت أبان الحرب العالمية الثانية، وتدور القصة حول فتاة يهوديّة دمشقيّة تدعى «وداد» تمنعها الأعراف الاجتماعيّة من الزواج من حبيبها المسلم، ترصد أحداث المسلسل علاقة الصداقة المتينة التي تربط وداد بجارتها المسلمة «ربيعة»، ليعكس صورة عن التعايش بين الطوائف في المجتمع السوري في تلك الفترة.
ويتناول المسلسل مرحلتين مهمتين من تاريخ سورية والمنطقة، خاصة ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، ويركز على مرحلة انتقال اليهود إلى الشرق الأوسط وكيفية ضياع فلسطين وموقف السوريين مما جرى.. ثم ينتقل في مراحل متأخرة إلى مرحلة 11 أيلول 2001 وكيفية انقلاب موازين القوى في العالم وانجرار الولايات المتحدة إلى الحروب بدلاً من السلام، ما أثر بشكل كامل وتام على القضية الفلسطينية وفرص قيام الدولة فيها.
يرصد العمل فترة 1948، وهي الحقبة التي شهدت فيها المنطقة العربية والشامية بشكل خاص أحداثاً لها عميق الأثر في تاريخ المنطقة ككل. يسعى «يا مال الشام» إلى إبراز التفاعل بين ما كان يحدث في فلسطين، حين كانت الأحداث فيها على أشدها لاسيما قرار التقسيم، وبين المجتمع الدمشقي، ورفض وداد «سلاف فواخرجي» الفتاة اليهودية السورية مغادرة سورية والرحيل الى فلسطين حيث أقام اليهود هناك بلدا لهم. ولكنها بعد النكبة غادرت دمشق كغيرها من أبناء اليهود.. إلا إنها لم تغادر إلى الكيان الوليد، بل إلى هونغ كونغ حيث لا حروب كما كانت تأمل، وكيف لا؟ وقد أفقدتها الحرب العربية- الإسرائيلية الأولى زوجها فؤاد «مصطفى الخاني» الذي عمل جاهداً مع الوكالة اليهودية العالمية لتهجير اليهود من دمشق إلى إسرائيل من جهة، ومن جهة أخرى أفقدتها حبيبها أبو علي «محمود نصر» بائع الكعك، الذي قضي شهيداً في جيش الإنقاذ. ومن جهة أخيرة حرمتها من صديقتها ربيعة «ديمة قندلفت»، وحي حارة اليهود بدمشق، التي حملتها وساماً في قلبها، وذاكرتها وفي جميع أسفارها.. وبعد سنوات، تعيش وداد على فراش الموت في أمريكا في العام 2001 بعد أن خسرت أيضاً ابنها بالتبنّي جو وحفيدها توماس في أحداث 11 أيلول.