إن محمد الفهد العيسى وهو يكتب قصيدته، ويؤثث لعالمه إنما يضعنا حيال أنموذج مثالي جمالي، يتولد فيه الجلال قبل الجمال أحياناً، وهذا الأنموذج لا يحفل كثيراً بمسألة التجريب الشعري، أو فلسفة الشعر، ووضعه في قوالب فكرية قد تنأى كثيراً بسؤال التأويل، لكنه يحبذ إشراقة المعنى، جلاءه ووضوحه، ويحبذ أن تبقى شفرات التواصل مع القارئ العام موصولة، تمد بأطناب من الخيال، والحلم، والغبطة بتفاصيل الطبيعة، والمكان.
إن هذه الشعرية المنفتحة على الوجدان قدر انفتاحها على العالم، لا تقف حيال إشكالية ما، سوى إشكالية البوح الشعري، ولا تسعى إلى أن تتجمل، أو تتزيا بأفكار قد تفضي إلى تغييب المعنى الشعري بعيداً، إشكالية هذه الشعرية تتجلى في بشاطة الأداء، ويسر المعنى، ولذلك فإنه لا توجد لدى الشاعر أسوار صينية تفصل بين الأشكال الشعرية، أو تؤزم نوعاً من الصراع بين ما هو عمودي أو تفعيلي أو نثري، الأشكال كلها متاحة لدى الشاعر، وما يشغله بشكل حقيقي هو أن تصل قصيدته للقارىء، بشفافية جمالية، وببوح تعبيري دال.
- عبد الله السمطي