لم يعد الأمر سراً بل أصبح واقعاً يجب أن تتكاشف من خلاله الرؤى والحلول لتضمحل المسببات دون رجعة، فالوقت طال والخسائر تهطل والضحية ملايين من الشعب وقبل ذلك سمعة بلد كالمملكة العربية السعودية.
بعيداً عن المجاملات غير المقبولة أقول وبكل وضوح إن المؤسسة الرياضية المتمثلة بالرئاسة العامة لرعاية الشباب واتحاد الكرة واللجنة الأولمبية لم تعد على هامش النمو الحكومي بل تستقطع الفتات وتقاتل من أجل البقاء في ظل ثورة مالية وحضارية رياضية لدول الجوار كشفت واقعنا على حقيقته المزرية، وتبقى تصاريح المسؤولين النافية روتينية ولزوم الدبلوماسية الحكومية البحتة.
ليس الأمر متوقفاً على استبعاد الاتحاد الآسيوي لطلبنا استضافة كأس آسيا 2019م بسبب عدم وجود ضمانات حكومية، وليس الأمر متوقفاً أيضاً عند حاجز عدم رفع ميزانية رعاية الشباب السنوية بل الأمر تخطى ليصبح مشهد انفصال المؤسسة الرياضية عن واقع الوزارات الحكومية واضحاً بدليل مشروعاتها التي تميت القلب مليون مرة قبل أن تخرج مشوهة أو غير مكتملة.
الأمر أصبح خطيرا جدا جداً، فالأمير نواف بن فيصل يصارع وحده أمواج مطالبات الرياضيين والشباب بينما يده تقف عن تحقيق المتطلبات لأسباب تتعلق به شخصيا بحسب رأي الكثيرين ثم تتعلق بالدعم الحكومي.
المشروعات هي أهم مخرجات رعاية الشباب.. لقد أبطأ الأمير نواف في إحداث تغيير كبير بإدارتها لتكون احدى نقاط الضعف الخطيرة بجهازه الحكومي وليجني الرياضيون ثمن ذلك بكل المناطق والأمير يدرك جيدا ما أعنيه.
حل تلك المعضلة بوجود نفس جديد وهواء نقي من خلال جذب الخبرات الهندسية الحقيقة الراغبة بالعمل والتطوير بدلا من أولئك الذين أثبت الواقع أنهم أبعد ما يكونون عن تحقيق طموحات الأمير لكنه للأسف متمسك بهم.
يقول من أثق به: رعاية الشباب تحتاج لغسيل كامل ودماء جديدة وإلا ستغرق.
) سألته: ما السبب؟؟
) قال: غالبية من يعملون لا هدف لديهم وهم غارقون بالروتين وعدم الرقابة الحقيقية جعلتهم لا يبالون بل يحاولون صد أي انتقادات وأخطاء بتبريرات تقنع حتى الحجر.
) علاقة رعاية الشباب بوزارة المالية يجب أن تتغير جذرياً.. واقعها الحالي لن يثمر عن شيء.
) ثمانية مليارات بالتمام والكمال خطفتها وزارة التربية والتعليم لتطوير رياضتها المدرسية.
) رعاية الشباب لم تستطع خطف أي مزايا مالية أو حتى رفع ميزانيتها بالشكل الذي يفي بمتطلباتها.
) أمر بغاية الألم.. أن تشاهد الدول المجاورة وهي تتغنى بملاعبها وفعالياتها وأنظمتها ومشروعاتها ونحن رياضيا وشبابيا.. مكانك راوح.
) الأمير نواف بن فيصل الذي اعترف باحترامي له وإيماني بجهده أصبح اليوم أمام أمر واحد لا مفر منه باعتقادي:
) التغيير.
) نعم لينهج التغيير وليجازف بغسل رعاية الشباب من شوائب الماضي ويفتح نوافذ العمل المؤسسي.
) الجميع يشتكي من الصيانة.
) الجميع يشتكي من المشروعات.
) الجميع يشتكي من بطء التطور.
) من المنطقي أن نسأل: ماذا تعملون إذن؟؟
) ما لم تنفتح المؤسسة الرياضية على العالم المحلي ولن أقول الخارجي فلن تفلح ويكفي أن مشروعات الوزارات الأخرى تضرب بكل مكان وبالمليارات بينما رعاية الشباب تتسول مقاولين لتكملة إنشاء منصة ملعب منذ ثلاث سنوات في اكبر فضيحة إنشائية بتاريخ السعودية.
) اليوم هو يوم العمل الميداني يا أميرنا الغالي نواف وليس عبر المكاتب فالشباب بنجران والقصيم وجازان والشرقية والشمال وغيرهم ينتظرونك وهم من لم يشم رائحة التغيير أبدا.
) وحتى أكون منصفا فرعاية الشباب أقامت هذا العام مناشط وفعاليات مبهرة للشباب.. استفاد الآلاف منها.. انه أمر يشكرون عليه..
) أخيراً.. تقوقع رعاية الشباب حول نفسها وعدم وجود آلية للتعامل مع واقعها الذي لا يتوافق وهمة أميرها..
) هناك من داخل الرئاسة من يريد أن يعمل ويتطور ويقدم التميز لكنه يصطدم بحاجز وموروث قديم أصبح للأسف احدى علامات رعاية الشباب وهو: المركزية القاتلة.. القاتلة.. القاتلة.
دعائي الصادق للأمير الصادق نواف بالنجاح مع زملائه وكلاء رعاية الشباب فنحن نكتب حبا واحتراما لهم ورغبة في نجاحهم لأنه نجاح لنا جميعا.. وليعذرونا على صراحتنا فالكلام الخارج من القلب.. يصل بالتأكيد للقلب.
قبل الطبع:
الثقة لا تتجزأ
msultan444@hotmail.com@msultan444 :تويتر