إن الاستقرار والحكم الرشيد في بلادنا العزيزة لم يكونا وليدَيْ المصادفة، بل كانا منحة ربانية وتدبيراً إلهياً، تتجلى أسبابهما في كوكبة متميزة من الولاة الراشدين الموفقين الذين تعاقبوا الحكم في بلادنا العزيزة، وقد ورثوا الرشد من آبائهم وأجدادهم، كما ورثوا العدل والحزم، فهذا جدهم الأكبر محمد بن سعود حينما رفض الأمراء المحليون مناصرة الدعوة الإصلاحية التي قام بها الشيخ محمد بن عبدالوهاب تبناها وآواها وآزرها؛ فكتب الله على يديه أكبر نجاح توحيدي إصلاحي سياسي في العصر الحديث.
تروي مصادر التاريخ أن أحد أمراء الأقاليم في عهد الإمام فيصل بن تركي أعلن ذات يوم انفصاله عن الدولة واستقلاله بإمارته، وكان المتبادر إلى الذهن أن الإمام فيصلاً سيرسل له جيشاً لمعاقبته وإجباره على الطاعة، ولكن الإمام فيصلاً برشده وعقله أرسل له هدية قيمة ومعها خطاب اعتذار، فتراجع هذا الأمير المتمرد عن موقفه وأعلن ولاءه التام والمطلق للإمام فيصل، وهكذا بالحكمة والعقل استطاع الإمام فيصل بن تركي - رحمه الله - إخماد هذا التمرد ووأد هذه الفتنة وهي ما زالت في المهد.
الملك عبدالعزيز كان جالساً في مجلسه ذات يوم فنظر إلى الرجال الذين يجلسون حوله فضحك، ثم قال لا يوجد بين هؤلاء الرجال أحد إلا قاتلته يوماً أو قاتلني!! ولكنه برشده - رحمه الله - حوّل خصومه إلى أصدقاء.
Alhodithy777@yahoo.com