تحية لكل رجل وصل الستين في طاعة الله وعمل بجد في وطنه ليعلى شأنه وبالطبع التحية موصولة لكل امرأة وصلت لسن الستين في طاعة الله وعملت بجد لتعلي شأن وطنها.
ألا يستحق هؤلاء الكبار والمسنين الاحترام الذين أفنوا عمرهم في تنشئة أفراد المجتمع وتربيتهم التربية الإسلامية الصحيحة حتى يكونوا أفراداً صالحين لينفعوا أنفسهم ومجتمعهم.
نعم إن هؤلاء الكبار يستحقون احترام الجميع وهذا متوارث في وطننا منذ الأزل فمن هم أصغر منهم يحترمونهم ويجلسونهم في صدر المجلس احتراماً وتقديراً لهم ومنهم من يقبل أيديهم اعترافاً بفضلهم.
لكن أصبح القلة من الشباب هم الذين يفعلون ذلك بينما الأكثرية لا يعطون كبار السكن القيادة والكلمة ولا يعطونهم مكانتهم التي يستحقونها بل إنهم أحياناً إذا رأوا رجلاً كبيراً في الشارع يتهامسون عليه ولا يتقدمون لتحيته وهم يعرفونه ويعرفون أنه أبو فلان وفلان من زملائهم وأنه رجل كبير علا لحيته ووجنتيه الشيب.
إن هذه النزعة هي عدم اعتراف بفضل كبار السن وبخبراتهم وحكمتهم التي ينقلونها للأجيال التي تأتي من بعدهم وتحتاج لمن يوجههم ورب كلمة تفتح طريقاً للشاب إذا وعاها وعمل بها.
وهذا الأمر يرجع إلى التربية في الأسرة أولاً من قبل الوالدين ثانياً من قبل هيئة المدرسة من معلمين ومراقبين وإداريين فيجب علينا تربية النشء على احترام الكبير وتقديره التقدير الذي تعودنا عليه في مجتمعنا وعدم التشبه بالمجتمعات الأخرى التي تعامل الكبير بالقسوة وإنكار الجميل وعدم الاعتراف بالفضل ومكانته والتشبه بما يأتي به التلفاز من تمثيليات قد تسيء إلى كبار السن في مجتمعات أخرى حيث يخاطب الابن أباه أحياناً بألفاظ بذيئة رغم وجود الآية الكريمة {فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا}. ولو أن هذه الآية خاصة بالوالدين ولكنها تشمل أيضاً كبار السن لما لهم من وقار واحترام.
ويجب أن تحث الخطب في المساجد يوم الجمعة على احترام وتبجيل كبار السن ودعوة الشباب لمعرفة مكانة كبار السن وقدرهم في المجتمع.
كما يجب أن يقوم الإعلام أيضاً بدوره في هذا الشأن ويقوم بتوعية الشباب بدورهم في احترام كبار السن وتنمية هذا الأمر لديهم بشتى الطرق بوجود عبارات تظهر بين فترة وأخرى على شاشة التلفاز وخاصة عند متابعة المسلسلات المحببة لدى الشباب.
كذلك فمن الممكن أن تحتوي بعض التمثيليات على هذه الأمور بالتلميح أو بالتصريح فيفهمها الشباب ويعمل بها أو على بعض الشاشات الكبيرة في الشوارع عند انتظار السيارات وفي الإشارات فهذه الشاشات الإلكترونية تحمل الكثير من النصائح حول المرور وخلافه فلمَ لا تستغل أيضاً لإعطاء الشباب النصيحة لاحترام كبار السن ووضعهم في مكانتهم التي يستحقونها وفي الشاشات الإلكترونية في الملاعب الرياضية وخاصة عند إقامة المباريات بين الفرق في الدوري الذي تنظمه الرئاسة العامة لرعاية الشباب.
وفي التلفاز أيضاً هناك مساحات بين البرامج يمكن استغلالها لذلك بصورة محببة ولائقة.
إننا بصدد أجيال يسلم بعضها بعضاً فإذا لم نحترم كبار السن اليوم لن يحترمنا الجيل التالي وهكذا نفقد احترامنا لكبار السن رغم ما لديهم من خبرات ونصائح قد تنفعنا ودعوات قد يكون لنا منها نصيب ومع ذلك كله ما زال كبار السن يجدون منا كل تقدير واحترام ولله الحمد ولكن نريد من جيل الشباب تقدير واحترام هؤلاء الكبار لأنهم جزء من المجتمع وهم آباؤنا وإخواننا وأجدادنا.
عضو هيئة الصحفيين السعوديين، ولاعب سابق بنادي الهلال