الرسائل التي ترسلها عبر الجوال الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، حول طلبها من المسلمين التعاون بتأجيل أداء العمرة هذه الأيام نظراً لما يشهده المطاف من أعمال توسعة مؤقتة، لا شك أنها رسائل مهمة جداً تشكر عليها الرئاسة، فهذا التواصل التقني مع الجميع يؤدي ما لا تؤديه وسائل الإعلان التقليدية، خصوصاً أنّ المتلقي يطلع عليها مباشرة عبر جواله، وأتمنى من الرئاسة وعلى رأسها صاحب المعالي الشيخ الدكتور عبد الرحمن السديس الاستمرار في هذا المسار التقني، وأتمنى تطويره من قِبل الرئاسة إلى استحداث حساب رسمي للرئاسة على (التويتر) وآخر على (الفيس بوك)، وذلك لمزيد من التواصل مع كافة المسلمين في كل أصقاع العالم، ففي هذه الخطوة لا شك حضور دائم في ذهن المتلقي مما يثمر - بإذن الله - اطلاعه على كافة التوجيهات الصادرة في حينه من الرئاسة.
وهذه الرسائل التنبيهية الصادرة من الرئاسة، لا شك جاءت كإجراء احترازي خوفاً من ضرر - لا سمح الله - قد يلحق بعمّار وحجاج بيت الله الحرام, غير أنّ هناك من يقلل من هذا التنبيه، إلاّ أنّ الواقع يثبت صحة ما تدعو له الرئاسة، فكل من أدى العمرة هذه الأيام وجدته يؤكد على أنّ المصلحة تكمن في عدم أداء العمرة هذه الأيام نظراً لمقتضى الحال التي تتطلّبها هذه التوسعة المباركة.
لا بد من التحلي بالصبر ولا بد من الإيثار من قِبل الجميع فتوسعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - أيّده الله - هي الأكبر عبر التاريخ وهي امتداد للرعاية والعناية التي يلقاها الحرمان الشريفان منذ عهد المؤسِّس الملك عبد العزيز - رحمه الله -، وهي ولله الحمد تسير حسب جدول زمني مرسوم، وبعد استكمالها ستؤتي أكلها - بإذن ربها - ولا تبخس منه شيئاً، فالمطاف سيتسع لمئة وخمسة آلاف طائف في الساعة, كما سيتسع الحرم المكي لمليوني مصل ٍ في آن واحد، إلى غير ذلك من الراحة لعمّار وحجاج بيت الله الحرام، لذا لا بد من الصبر والتعاون والإيثار رجاء ما عند الله جلّ وعلا.
amaljardan@gmail.com