كان أبو عيد المطوطح العنزي مجاوراً لابن فهيد أمير التنومة بالأسياح، وكان مكرماً مقدراً عندهم إلا أن فيه نزقاً جعله قليل التحمل وكان آل فهيد يدارونه لضيق عطنه.
وفي محضر قال المطوطح كلمة خاف ابن فهيد من عقباها لأن الوقت وقت فوضى وعندهم ضيوف من كل قبيلة فأراد كفه عن بقية الكلام فقال له: أنت بايهه علومك!
فغضب المطوطح لأنه لم يعتد سماع مثل هذه الكلمة من مجاوره، وظن أن ابن فهيد أراد تحقيره.
فعاد إلى بيته وآذن زوجته بالرحيل فلما علم ابن فهيد أمر له بمطية من إحدى السواني، لأنه كان فقيراً.
ولما رحل العنزي قال هذه الأبيات عاتباً:
يا شيخ ماهي بايهاتٍ علومي
مير إن ما عندك لهرجي ملافي
غرَّوك زيلانٍ سواة الرجومي
أزوال ناسٍ ما تعرف الخلافي
امهل علينا جعل عمرك يدومي
ترى الليالي عدَّها باختلافي
لا بدّ ما يزمي طويل الحزومي
بيني وبينك يا ربيع الضعافي
واعيني اللي كن فيها هزومي
والكبد كنّه فوق حامي الرضافي
حلفت ما أخلّي طريق اللزومي
لا اشرب هناي من أزرق الجم صافي
خلاف ذا دنّيت حمرا ردومي
شيبا ظهر من كثر سوج الظلافي
ما وقّْفت بالسوق للِّي يسومي
حايل ثلاث سنين عقب العسافي
باغٍ عليها اضرب طريق اليمومي
متْنحِّرٍ هاك البيوت الملافي
دسمين الأيدي لا سرن النجومي
ذبّاحةٍ للبل سود الشعافي
ربعي هل الشيمات واهل العزومي
ياما قزى بايمانهم من سنافي
وصفرٍ يطاوعن المقاود سجومي
ومزرّجاتٍ فيهن الريش وافي
اهل ظعونٍ ما تلاهم بهومي
قطعان لا مدَّوا سلفهم يشافي
ترعى من الجرعّى لحد القسومي
وترعى القصوريات ماهي بعيَّافي
ترعى بعشبٍ باذرته الوسومي
تقطف زهر نوّار قبل الهيافي
سعود بن بدر المقاطي - من آدابنا الشعبية في الجزيرة العربية: منديل آل فهيد.