غدا بإذن الله سنودع شهر رمضان الكريم و تبدأ إجازة عيد الفطر، فكل عام و أنتم وأحباؤكم من العايدين السعيدين بخير وصحة وسلام.
ومع توديع شهر الصيام ستبدأ أيضا الاحتفاءات يإجازة الصيف, ويسافر البعض إلى خارج البلاد بحثا عن الراحة مبتعدين عن طقسنا الملتهب الحرارة في أغسطس الى مناطق ودول تمتعهم بأجواء أبرد وأكثر تلطفا؛ أو لمن لا يستطيع السفر بعيدا رحلة أقرب الى جبالنا في الطائف أو عسير أو الباحة أو الى سواحلنا على البحر الأحمر في الغرب أو الخليج في الشرق.
تكلم كثيرون محذرين من مخاطر السفر مركزين على ما يمكن أن يتعرض له المسافر من السرقات أو النصب أو الحوادث خاصة في المناطق المضطربة. ما يستلزم اتباع كل التعليمات المتعلقة بإجراءات السفر كالتأكد من التسجيل في سفارة الوطن في البلد التي يزورها، أو تجنب زيارة البلدان التي يحذر رسميا من زيارتها.
الحمد لله أن بلدنا بخير ووطننا آمن وكذلك كل دول مجلس التعاون الخليجي التي تقدم فرصا للسياحة مليئة بالمتعة العائلية و الشعور بالأمن بعيدا عن تربص الأطماع البشرية والأخطار السياسية.
ولكني انتهز هذه الفرصة لأذكر بخطر يتسبب فيه المسافر السائح لنفسه أو لأولاده بإهمال الانتباه للتعليمات الرسمية سواء فيما يتعلق باستخدام المواقع الترفيهية كالمسابح أو الشواطئ دون الالتزام بشروط استخدامها, أو ترك الأطفال دون مراقبة, أو التهور بالسباحة في مناطق ممنوعة لخطورتها.
كل عام تحدث بعض الفواجع التي تحيل متعة الإجازة الى فاجعة وحسرة مؤلمة. كم طفل غرق لأنه قفز الى البركة و هو لا يحسن السباحة ؟ كم شاب سحبه التيار و لم يعد سالما؟ كم تأثرت كثيرا برسالة وصلتني قبل أيام من الناطق الرسمي بحرس الحدود السعودي سعادة العميد محمد بن سعد الغامدي يستنفرني فيها للتذكير و التحذير بالأخطار المتربصة بزوار السواحل. فقد ذكرتني بأنني شخصيا واجهت الموت في طفولتي في إجازة خارج الوطن حين قفزت الى بركة السباحة بالفندق و أنا لا أتقنها.. ولكن الله سلم، خاصة في وجود طبيب أجرى لي التنفس الصناعي.
وأنشر الرسالة لعلها توعي القراء لأخذ الحيطة الواجبة.
« السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مساهمتك بقلمك وفكرك مع جهود رجال الأمن في حماية الوطن والمجتمع جعلتني أكتب لك طامعاَ المساهمة مع جهود حرس الحدود فيما يخص السلامة البحرية والشاطئية. فمن المؤسف أن يتعرض الأطفال للغرق بسبب غفلة أسرهم عنهم، ومن المؤسف أن يتعرض الشباب بسبب تهورهم بالسباحة في مناطق ممنوعة. إحصائياتنا تؤكد غرق 74 شخصاً خلال العام الماضي بينما أنقذت دورياتنا البحرية اكثر من 281 شخصاً من الغرق في البحر في شواطئ المملكة من الجنسين، وكلهم كانوا يعتقدون ان الغرق لا يتعرض له إلا الآخرون، وهذه هي المشكلة ..ثقافة الالتزام بإرشادات السلامة لا تزال متدنية، بل قد تكون آخر ما يفكر فيه الناس عند قيامهم بالنزهات فلا يتنبهون لها الا بعد فوات الأوان..
القصص المأساوية لدينا كثيرة والصيف على الأبواب.. نحن نقوم بنشاطات التوعية لكن (يد واحدة لا تصفق) فلابد من تضافر الجهود لحماية أفراد المجتمع سواء من الجهات الحكومية أو أصحاب الرأي والفكر أمثالك.. فصوتك أعلى من صوتنا، وأعرف أن الشأن الاجتماعي يهمك كما يهمنا، وخصوصا اذا كان ذلك يتعلق بسلامة الأرواح والأنفس.
وتقبلي فائق الاحترام
العميد محمد بن سعد الغامدي
الناطق الرسمي بحرس الحدود السعودي»
أشكر سعادة العميد على ثقته الغالية واهتمامه بالتوعية العامة، وأهيب بالجميع أخذ هذه المعلومات والتنبيهات بعين الجد والتأكد من مراقبة الأطفال حتى في الشواطئ الرملية القليلة العمق والإبتعاد كليا عن المناطق الساحلية الممنوعة لكونها خطرة التيارات.. كي لا تنتهي أحلام الرحلة الماتعة بتفاصيل فاجعة.