كل عام وأنتم بخير، وعيدكم مبارك وسعيد، وأعاده الله علينا جميعاً بالمسرات، وأبعدنا وإياكم عن المنغصات النفسية والأُسرية والمادية حتى تكتمل فرحتنا بعيد الفطر المبارك.
فالكثير منا يفرح لأخيه المسلم، ويحزن لحزنه وألمه، ولله الحمد ترتفع صور التلاحم والتعاطف والتواد في المواسم الدينية وخاصة في شهر رمضان المبارك الذي يليه العيد السعيد وبالفطر بعد صيام شهر كامل كفيلة بتهذيب النفس الأمارة بالسوء! وعلوّ الروح المسلمة الطيبة لتنثر شذاها الطيب على من حولها سواء في مجال العمل أو البيت أو حتى في الشارع! لكن للأسف الشديد هناك نماذج لا تعيش لذة الصيام في شهر رمضان، ولا تعيش فرحة العيد بعدها، وتستأثم بأفعالها سيئات عظيمة بسبب إساءتها للآخرين، وذلك لغفلتها عن أثر أفعالها السيئة التي ترى غالباً بأنه من حقها المشروع “هداهم الله وأعانهم على أنفسهم” وأعان أهاليهم ومعارفهم على عشرتهم ! ومن هذه النماذج المحرومة من فرحة العيد كمثال وليس للحصر:
* ذلك الزوج الذي لا يحترم زوجته ولا يقدّر تعبها معه وتربيتها لأطفاله طوال سنوات زواجهم، ويسيء إليها ليلاً ونهاراً، مما يُهين كرامتها وبذلك يحرم أهل بيته من الإحساس بفرحة العيد !
* ذلك الأب الذي لا يستطيع أن يجمع أبناءه تحت سقف بيته، ويبخل عليهم بالكلمة الطيبة، ويحرمهم من نفقته، ومن تحقيق الراحة النفسية، والأمان العاطفي في مكان معيشتهم !
* وذلك الأخ الذي تولى شؤون أخواته بعد وفاة والدهن، فأساء للولاية والرعاية وحرمهن من قيمة ودفء العلاقة الأخوية، وأساء لقرابة الدم، وضرب بقرابتهن عرض الحائط لأسباب مالية، مما دفعهن للجوء للجهات الحكومية لنجدتهن من ظلم أقرب الناس لهن، وبذلك حرم نفسه وأخواته الإحساس بفرحة العيد!
* أما تلك الأم التي أضاعت فرحة بناتها بوجودها العظيم كأم يتوقع منها الحماية والحب والدفاع عما يسوء صفو حياتهن، لكنها بسلبيتها وصمتها لسنوات طويلة تجاه ما يتعرضن له من سوء معاملة سواء من والدهن أو من أخوتهن الذكور، أو من زوجها الثاني الذي ارتبطت به انفصالها عن والدهن، وبذلك خسرت علاقتها بهن، وخسرن وجودها في حياتهن، مما يتسبب في هروبهن من منازلهن إلى الشارع أو إلى الدوّر الإيوائية لحمايتهن، وبذلك يخسرن مشاعر الفرحة بأيام العيد بعيدات عن حضن والدتهن التي لم تستطع حمايتهن!
* أيضاً ذلك النموذج السيئ من “ الأزواج أو الآباء “ الذي لا يحترم عمره ولا بيته ولا سمعته ولا دوره المهني أو التربوي، ومن السهل عليه يتنقل بعلاقات عاطفية أو زوجية غير مستقرة بحجة زواجه التقليدي وحرمانه العاطفي، غير آبهٍ بنتائج تصرفاته الطائشة على بناته أو زوجته أو النساء اللاتي خدعهن بحجة الزواج، وبذلك فإنه يخسر مكانته لدى أهل بيته مهما حاول التوبة والتمثيل بتغيره كرجل صالح، وخاسراً بذلك نشر فرحة العيد في قلوب أهل بيته، غير القلوب المظلومة التي أساء لها، وأساء لإحساسها بفرحة العيد!!
moudyahrani@ تويتر