أزمة مصر الحالية التي تهدد بتدمير الدولة المصرية العريقة في القدم إلى هاوية الدول الفاشلة بعد أن جرفتها الأحداث إلى حافة الهاوية التي يزيدها عنفاً تصريحات خطباء التحريض في ساحات الاعتصام في رابعة العدوية وميدان النهضة التي تدفع الشباب المتحمس ليس على البقاء في ساحات الاعتصام، بل تدفعهم إلى الخروج إلى أماكن محددة لاستفزاز القوات المسلحة ورجال الأمن الذين يحرسون المقرات الأمنية والعسكرية، والذين يقومون بواجباتهم اليومية، وتحريض المتظاهرين للاشتباك معهم خروجاً وتعدياً على السلم الأهلي ودفعاً للشباب لتدمير بلدهم ومجتمعهم، ويزيد من تحريض هؤلاء الذين لا يهمهم وطنهم وبلدهم ومجتمعهم، بل كل ما يصبون إليه هو عودتهم للحكم وتنفيذ مخططاتهم بعودة الخلافة، كما يزعمون، يزيد هؤلاء من يخرجون على شاشات محطات فضائية معينة تخصصت لتجييش المجتمع المصري ودفعه إلى الاشتباك، فترى ممن يتصدون للتحليل السياسي يجارون مقدم البرامج التحريضية ويؤيدون من يعتصمون في ساحات الاعتصام والاحتجاج حتى ان البعض منهم بدأوا يفخمون اعداد المعتصمين ويعطون أرقاما مبالغا فيها تزيد عن الأرقام التي حشدها المصريون في ميادين التحرير وأمام قصر الاتحادية والمحافظات المصرية.
هؤلاء المحرضون سواء في رابعة العدوية والنهضة أو المحطات الفضائية يزيدون الوضع اشتعالاً وهو ما يدفع الموقف في مصر إلى الصدام عاجلاً أو آجلاً مما يشير إلى قرب وقوع مجزرة بشرية ستظل وصمة عار في التاريخ المصري لابد أن يتحمل هؤلاء المحرضون في الساحات وشاشات التلفزيون جانباً كبيراً من المسؤولية لا يمكن أن تخفف منه (فلاشات) التصوير وإضاءات التبلوهات في التلفزيونات، وهؤلاء لا يمكن فصل مسؤوليتهم عن مسؤوليات تجار الحروب وأمراء المليشيات والعصابات الذين لا يهمهم مصلحة وطنهم بقدر ما تهمهم ازدياد مساحات الشهرة، حتى وإن كانت مضار هذه الشهرة مدمرة للوطن والدولة التي احتضنتهم..!!
jaser@al-jazirah.com.sa