حلّ علينا العيد، ولا نملك إلا أن نقدم التهنئة للجميع، وأولهم والدي - أطال الله في عمره وألبسه ثوب الصحة والعافية. وقد يكون العيد عيدين بالنسبة لي بعد أن منّ الله عليه بالشفاء بعد الوعكة الصحية التي ألمت به في العشر الأواخر من الشهر الكريم. والتهنئة موصولة لوالدتي الغالية؛ فأمي كل شيء في حياتي. وأهنئ جميع المسلمين في جميع أنحاء العالم وقيادتنا الحكيمة والشعب السعودي النبيل. أتى العيد والأمة العربية تمر بأزمات واضطرابات في أماكن عدة من الوطن العربي؛ نسأل الله - جلت قدرته - أن يفرجها على الجميع، وأن يعيد الأمن والاستقرار إلى جميع ربوع الوطن العربي. كما أتضرع إلى الله - سبحانه وتعالى - أن يديم نعمة الأمن والأمان على بلادنا الغالية، وأن يحفظ هذه البلاد (بلاد الحرمين الشريفين) من كل مكروه، وأن يجمع كلمتنا على الحق خلف قيادة هذا البلاد - حفظهم الله.
(صلة) تستغل موقف النصر الضعيف
أؤمن بأن الحياة فرص، وأن العمل التجاري استغلال، وقد يكون أشبه بسمك البحر؛ فالقوي دائماً يأكل الضعيف، ويستغل نقطة ضعفه. ما جعلني أبدأ بهذه البداية هو استغلال شركة صلة ومنسوبوها وضع النصر المالي الصعب، الذي كان منهاراً، خاصة عندما عجز عن توفير مبلغ نادي الاتفاق من صفقة اللاعب يحيى الشهري، فكان الاستغلال من خلال الشركة المذكورة بشراء عقد تسويق التذاكر طوال الموسم بخمسة ملايين فقط. وأكبر دليل على استغلال هذا الموقف هو توقيع الشركة نفسها مع نادي الاتحاد، ولكن بضعف المبلغ مرتين؛ إذ تم دفع 15 مليوناً للعام الواحد لنادي الاتحاد مقابل خمسة ملايين لنادي النصر. ورغم تميز الاتحاد جماهيرياً على مستوى الأندية السعودية في الموسم الماضي إلا أنه لا يعقل أن يكون الفارق بهذه النسبة؛ فنادي النصر لا تقل جماهيره عن جماهير الاتحاد، إن لم تفُقْه عدداً، وفي مختلف المناطق، إلا أن المعني هو الجماهير فقط في مدينة النادي، وهي مدينة الرياض، التي تعتبر الأكبر على مستوى المملكة. ومن هذا المعيار أرى أن نادي النصر يستحق أكثر من هذا المبلغ بكثير، ولكن أعتقد أنه ذهب ضحية ذكاء إدارة الشركة وضعف إدارة نادي النصر، التي تتباهى وتتحدث أكثر بكثير مما تملك، وقد كشفت صفقة اللاعب يحيى الشهري أن التبرعات والتوسلات والعقود الضعيفة هي التي تقف خلف العقود الضخمة؛ ما سبب أزمة مالية غير مسبوقة عبر تاريخ الكيان.
نقاط للتأمل
- ذهبت 4 أندية سعودية لدورات تنشيطية في دولة الإمارات، وعادت جميع الأندية وقد حققت جميع بطولات هذه الدورات، فهل هذا مؤشر على دوري (جميل) قوي؟
- أتمنى ألا تكون الأندية الإماراتية قد وجدت الطريقة الأنسب لاستعداداتها عن طريق الأندية السعودية، مستغلة ضعف بعض الأندية مادياً لاستضافتها والاستعداد من خلالها.
- أتوقع أن يجد الكابتن سامي الجابر صعوبة غير مسبوقة أثناء مباريات الدوري مع التعاطي الإعلامي، فقد عُرف عنه سابقاً دبلوماسيته مع الإعلام، إلا أنه - مع الأسف - فقدها عندما أصبح مدرباً.
- خروج اللاعب النصراوي السابق يوفي ومطالبته بستة رواتب لم تُصرف له يؤكد أن ما تحدثت به زوجته وما غردت به عبر تويتر صحيح، وهذا التصرف أحد أسباب رفض بعض اللاعبين التعاقد مع النادي.
- النظام المعتاد للجنة الاحتراف هو التهديد والوعيد أولاً، والرفض ثانياً، ثم تمديد الفترة ثالثاً، ثم التسجيل لجميع الأندية رابعاً. في كل موسم نعيش هذه الأوضاع، ومهما تغيّرت الكوادر تبقى العقليات والفكر واحداً.
- سُربت بعض الأخبار بأن المدير الفني لنادي الهلال في طريقه للاستغناء عن بعض العناصر، خاصة عناصر خط الظهر الضعيفة. كل ما أتمناه ألا تكون محطتهم القادمة النادي المنافس، الذي تعودنا منه دائماً استقطاب الرجيع.
- إذا صحت الأنباء أن السعودية قد تم استبعادها من الترشيح لاستضافة كأس القارة 2019 فهي بصمة عار على المؤسسة الرياضية ومنسوبيها؛ فلا يمكن قبول هذا الأمر ومروره بسلام ونحن من أكبر الدول في القارة على مختلف الأصعدة.
- مستوى الحرية العالي في الطرح جعل البعض يهاجم الجميع من جميع الاتجاهات، وكأننا دولة حديثة أو مبتدئة متناسين أو جاهلين السبب الرئيسي، وهو (الفكر)، الذي لا يمكن أن يغني عنه لا مال ولا ولد.
خاتمة:
اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، الذي أكرمنا وأعاننا على صيام شهره الكريم، وأكرمني على المستوى الشخصي بشفاء والدي وخروجه من المستشفى وقضائه العيد بيننا حتى أصبح يوم العيد عيدين.. اللهم لك الحمد والشكر.
ونلتقي عبر جريدة الجميع (الجزيرة) ولكم محبتي. وعلى الخير دائماً نلتقي.