متى سينتهي فساد بعض الموظفين الحكوميين العاملين في خدمة الجمهور؟! لماذا لا نسمع أو نقرأ سوى تصريحات إعلامية عن القضاء على هذه الظاهرة؟! لماذا لا نلمح مواقف حاسمة من وزراء قطاعات الخدمة، في التعامل مع الفاسدين المنتشرين في وزاراتهم، الكبار قبل الصغار؟! مَنْ يسهم، في تفشي هذا المرض السرطاني الذي دمر خلايا دوائرنا الحكومية؟! لماذا لا يخاف هؤلاء الفاسدون، ومن يقوّي قلوبهم؟؟
كل هذه الأسئلة، وغيرها كثير، تتفجر من أوردة أعناقنا وجباهنا، حينما نقرأ عن رشوة يتلقاها موظف في مرتبة عالية، أو فساد مالي في مشروع حكومي، أبطاله مسؤولون كبار ورجال أعمال مواطنون أو متموطنون!
لماذا يقوم أحد موظفي مكتب العمل بإحدى المحافظات بطلب رشوة بمبلغ كبير من الريالات من مواطن، مقابل إصدار تأشيرات لاستقدام العمالة؟! لماذا يدفع له الراشي هذا المبلغ؟! لماذا نترك الأوضاع الإدارية تتفاقم سوءاً، إلى درجة تنبت فيها هذه الممارسات؟! لماذا نكتفي بنشر خبر، نروج فيه لهيئة مكافحة الفساد، ونترك بقية المرتشين والراشين، ينعمون بالسلام والأمان؟!
لا أزال أقول، بأن العديد من الأنظمة المحلية، تشجع على التلاعب وعلى الفساد، لأنه لم يُنظر فيها أزمان بعيدة. كما أن اعتقاد الكثيرين بأن فلاناً ثقة أو «مستحيل يسويها»، هي التي أتاحت لضعاف النفوس السلب والنهب في وضح النهار، ولكم في الصكوك حكمة وموعظة!