|
فيينا - الجزيرة:
خلال مراسم احتفال رسمية أُقيمت أمس في مقر وزارة الخارجية بالعاصمة النمساوية فيينا، منحت جمهورية النمسا الاتحادية المدير العام لصندوق الأوبك للتنمية الدولية (أوفيد)، سليمان جاسر الحربش، وسام الشرف الكبير الفضي (رتبة وشاح)، تقديراً لخدماته ودعمه للعمل الإنساني في أكثر من مائة وثلاثين دولة نامية، وتنويهاً بترسيخ أواصر التعاون بين أوفيد وجمهورية النمسا.
وقد شهد مراسم التقليد إلى جانب أفراد أسرة الحربش وكبار مسؤولي أوفيد كوكبة من أعضاء السلك الدبلوماسي، تشمل سفراء الدول العربية ورؤساء المنظمات الدولية، وعلى رأسهم عبد الله البدري السكرتير العام لمنظمة الأوبك، ومحمد السلوم سفير خادم الحرمين الشريفين لدى النمسا، ورمزي عز الدين رمزي رئيس بعثة جامعة الدول العربية لدى النمسا، ولي يونج المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو)، والدكتور علي عبدالله صقر الملحق الثقافي السعودي، فضلاً عن العديد من الوزراء وكبار المسؤولين في الدولة.
وقام بتقليد وسام الشرف الكبير، الذي يُعد أحد أعلى الأوسمة الوطنية في النمسا، الدكتور ميشيل شبينديليجر، نائب مستشار الحكومة الاتحادية وزير جمهورية النمسا الاتحادية للشؤون الأوروبية والدولية، بالنيابة عن الرئيس النمساوي هاينز فيشر.
وفي كلمته الافتتاحية بهذه المناسبة برر د. شبينديليجر تقليد الحربش هذا الوسام الوطني المتميز بصورة استثنائية بأنه يُقدّم عادة عند نهاية الخدمة؛ وذلك تقديراً لعلاقته الوطيدة بجمهورية النمسا التي بدأت عام 1992 منذ كان محافظاً للمملكة العربية السعودية لدى منظمة الأوبك، التي استمرت بتوليه منصب المدير العام لأوفيد قبل 10 سنوات مضت، مشيراً إلى اعتزاز حكومته باختيار النمسا مقراً دائماً للمؤسسة.
وعبّر د. شبينديليجر عن سعادة بلاده لإعادة تنصيب الحربش مديراً عاماً لأوفيد، مهنئاً إياه على الثقة التي حظي بها مؤخراً من المجلس الوزاري، والتي تُوجت بتمديد فترة عمله لولاية ثالثة، وما ينطوي عليه ذلك من تقدير لكفاءته وقيادته الرشيدة وتفانيه في أداء واجبه؛ الأمر الذي «مكّن أوفيد من زيادة حجم أنشطته بصورة هائلة أبرزت دوره المهم كطرف فاعل في مجال التنمية الدولية».
وخاطب نائب المستشار الاتحادي السيد الحربش واصفاً إياه بـ «صديق النمسا المتميز»، مشيداً بجهوده في إرساء أسس التعاون الوثيق بين أوفيد ووزارة الشؤون الأوروبية والدولية «ليس فقط على الصعيد الإنمائي بل أيضاً على صعيد الحوار الحضاري الثقافي والديني».
ونوه د. شبينديليجر باتخاذ أوفيد أحد القصور النمساوية التاريخية مقراً دائماً له، مثنياً على ما قام به السيد الحربش مؤخراً من جهود عظيمة للمحافظة على هذا الصرح التاريخي الذي يعود بناؤه إلى القرن التاسع عشر.
وفي كلمته للحضور عقب تقلده الوسام الوطني النمساوي عبر الحربش عن شكره وامتنانه للنمسا حكومة وشعباً، مشيداً بالعلاقة الخاصة القائمة بين أوفيد وجمهورية النمسا، البلد المضيف للمؤسسة منذ تأسيسها في عام 1976. وقال الحربش إن النمسا ساهمت إسهاماً كبيراً في نجاح أوفيد، وذلك من خلال توفير البيئة المناسبة لتنفيذ مهمته الإنمائية النبيلة على الصعيد العالمي.
وأعرب الحربش عن امتنانه وتقديره للدول الأعضاء في أوفيد على دعمها الثابت وثقتها المستمرة، موجهاً خالص الشكر لحكومة بلاده، المملكة العربية السعودية، ومليكها خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، على ترشيحه للقيام بهذه المهمة النبيلة. وأثني المدير العام على تفاني العاملين في أوفيد من أجل تحقيق رؤية المؤسسة ورسالتها العالمية النبيلة. وذكر المدير العام أن أوفيد قدم حتى الآن ما يناهز 50 منحة للمساعدة في دعم أنشطة المنظمات النمساوية غير الحكومية وغيرها من المؤسسات التي تمارس أنشطتها الإنمائية داخل البلاد وخارجها، معلناً «إننا في أوفيد ملتزمون بمواصلة شراكتنا مع النمسا لدعم كفاحنا المشترك ضد الفقر». وأكد الحربش ضرورة مواصلة مسيرة التعاون بين الطرفين؛ لما له من أثر بالغ في تحسين حياة الشعوب المحرومة في النمسا وكثير من البلدان النامية.
يُذكر أن أوفيد قد تمكن خلال السنوات العشر الماضية من توسيع نطاق آلياته المالية، ومضاعفة التزاماته السنوية إلى ثلاثة أضعاف، وزيادة نطاق خدماته التي امتدت لتصل حتى الآن إلى 134 بلداً نامياً في جميع أنحاء العالم. ويأتي هذا فضلاً عن تبنيه مبادرة خادم الحرمين الشريفين «الطاقة من أجل الفقراء»، وحثه المتواصل على ضرورة التخفيف من حدة فقر الطاقة، الذي أفضى إلى أن يصبح أوفيد طرفاً رائداً يتصدر الجهود الدولية لتفعيل المبادرة العالمية «الطاقة المستدامة للجميع». ويمثل هذا الوسام الوطني الرفيع التاسع من نوعه الذي يتقلده الحربش تقديراً لخدماته الجليلة ودعمه للعمل الإنساني على الأصعدة كافة، وهي: الوسام العلوي الملكي من درجة قائد من المغرب، وسام الشرف الوطني من درجة قائد من ساحل العاج، وسام أنانيا شيراكاتسي التقديري من أرمينيا، ميدالية الكونجرس للإنجازات من الفلبين، جائزة «بري دي لا فاوندايشون» من موناكو، وسام الشرف الوطني من درجة فارس من بوركينا فاسو، وسام التقدير الوطني من موريتانيا، وسام النيلين من الدرجة الأولى من السودان، وميدالية الاستحقاق والتميز الذهبية من فلسطين، فضلاً عن جائزة الأنروا للمانحين المميزين التي تتمثل في غرس شجرة زيتون باسمه في فلسطين.