«الواتس أب» موقع التواصل الاجتماعي الأكثر استخداماً من قبل كل الشرائح لسهولة التعامل معه، ولبساطة التواصل بواسطته. الكبار والصغار يقضون جلَّ أوقاتهم في ارسال وتلقي الرسائل والصور والمقاطع، وطبعاً ليست كلها جيدة بل إن فيها من الردئ الشيء الكثير لذلك تزداد خطورته بكثرة الرسائل الرديئة التي تسهم في تشكيل عقول سطحية تصدق كل ما ينشر ويعرض. كل شيء متوقع في هذا الموقع والله يستر لا يصورونك في أي وضع ويرسلون صورتك عبر هذا البرنامج الصغير إلى الملايين إما لمحاولة تشويه سمعتك أو بث مقطع يحظى بحق الأسبقية، يصل في أوقات كثيرة مقاطع أغلبها تمثيلية وغير حقيقية بقصد التسلية أو محاولة صناعة النكتة أو المقالب الساخرة.
إلا أن من ميزات الواتس أب بث مقاطع ورسائل تثقيفية صادرة من جهات متخصصة تحوي مقالات سياسية واجتماعية واقتصادية، ومعلومات عامة عن الدين وما يهم الناس معرفته من فتاوى وإجابات على أسئلة محيّرة وفيها حل لمشكلات قائمة وعن البيئة بشكل عام وصحة الإنسان بالتحذير من مخاطر بعض العلاجات والأدوية لكن المهم أن تكون صادرة عن مراكز طبية معروفة أو أطباء وصيادلة مرموقين وليست من كل من أحس فجأة أن لديه معلومات تتعلق بالصحة فأراد أن يبر بها الناس.
استوقفني هنا برودكاست يقول صاحبه: إن دكتورًا أمريكيًا يؤكد على أن “الجيل القادم لأطفال الخليج سيصاب بسرطانات مبكرة جداً”، ونقل المحذر هذا الكلام من امرأة روت أن أختها ذهبت لأمريكا لعلاج ابنها وكان يلعب بجهاز الآي باد على سريره عندما شاهده الدكتور الأمريكي صرخ قائلاً: نحن نعالج وأنتم تقتلون أبناءكم، ثم أردف أن أشعة الآي باد أخطر وأسرع أشعة للإصابة بالسرطان. لاحظوا كمية التزييف في هذه المعلومة، فبالله عليكم هل بقية أطفال العالم لا يستخدمون الآي باد، وإذا كان صاحب الرسالة يريد أن يقنع الناس بالتقليل من الجلوس أمام الآي باد فهل هذه هي الطريقة الملائمة باللجوء للتزييف، ثم أين الحقائق العلمية في هذه الرسالة؟ لا شيء فهي خاوية من المضامين المفيدة..
تزييف الصور أكثر خطورة حين تبث صور لتجمعات على أنها تظاهرات أو احتجاجات هنا يستعين المخرج بمقاطع تخدم هدفه وتوجهه السياسي أو المذهبي كي يتمكن من إقناع المتلقي عبر أقصر الطرق ثم بثها فوراً. للأسف هذه من عيوب الإعلام الجديد فبكل بساطة يقوم سفيه أو جاهل يمتلك جهازاً مزوداً بكاميرا بتصوير أي مشهد يروق لخياله المريض ثم يكتب من العبارات ما يشاء وفي ثوانٍ ينشرها في كل مكان فالمسألة ببساطة ضغطة زر لتصل الرسالة لكل مستخدمي هذه التقنية.
يتضح من قراءة بعض رسائل البرودكاست الطويلة وحتى القصيرة نسبياً ركاكة العبارات والأخطاء النحوية والإملائية الفادحة مما يدل على كمية الجهل التي تسكن عقلية معدها وفي أحيان تكشف بدائية الصورة أن من التقطها بدرجة أقل من مستوى هاوٍ في أحسن الأحوال وبرغم ذلك تلقى رواجاً واسعاً لأسباب منها الفراغ أو ضعف البعض في التمييز بين الغث والسمين أو أن هناك من ينتظر مثل هذه الصور.
الواتس أب تقنية جميلة ومطلوبة للتواصل الاجتماعي وتبادل الرسائل والمقاطع المفيدة متى ما تخلص من رسائل التزييف والتحريض والتشهير والكذب والاستهزاء بالناس.
Shlash2010@hotmail.comتويتر @abdulrahman_15