كان الضبع الأشقر يضع ساقاًَ على ساق ويشد بعنف على غليونه الأسود كضميره ثم شرع (يخور) أنتم العرب لا تستحقون العيش فأنتم أولاًَ جهلة وأنتم ثانياًَ عبء على الأمن الغذائي في الكرة الأرضية. وأنتم ثالثاً مصاصو دماء وشرسون (أولاد كلبين) فأنا لو كنت مسؤولاًَ كبيراًَ في دولتي العظمى لجمعتكم في صحراء.. صحراء كالاهاري أو نيفادا ورششت عليكم قليلاًَ من نفطكم وأشعلت فيكم النار وجعلتكم تحترقون وتتقافزون كالجنادب الهلعة ثم ملأ غليونه بكمية من الدخان وأكمل، ثم بعد أن تحترقون سأحمل رمادكم إلى حقول الدول المنتجة وجعلتها سماداًَ لمزارع العالم المتقدم وهنا بالضبط احتج أحد العرب على نظرية هذا الصهيوني النازي قائلاًَ له: أليس في بدلكم جمعية لنبذ العنف وإهانة العقائد والأجناس البشرية، فأينها من أمثالك أيها (الوبش) هذه الحرية التي بها تنادون والديموقراطية التي تقولون إنكم لنا تحققون (أنتم هتلريون وموسليون وستاليون ولتشفو ما دمتم على هذه الشاكلة فإنكم لن تستمروا وسيأخذكم رب العزة أخذ عزيز مقتدر. ضحك الضبع (وتفقعس) على الكرسي واطلق ضحكة عاهرة وبعد أن (شبع) من القهقهة، قال: كل هذه التهم لا تهمنا على الاطلاق لأننا دولة قوية وإذا ما حاق بالأرض من أمر جلل سنتركها لكم أنتم وبعارينكم وسنرحل كلياًَ عن هذه الأرض واشربوا من مائها - مع أنها آنذاك - أي إبان رحيلنا عنكم لن تجدوا قطرة ماء تبل الحلق بسبب موت الأنهار في بلادكم وجفاف الآبار في كل قراكم ومدنكم لأنكم تسرفون في استخدامها بلا شفقة أو تقنين ثم وضع الضبع القبيح بعض أشيائه في حقيبته الصغيرة ونهض وهو يعض غليونه كما يعض أي كلب (عظمة) بالية، أقول: تذكرت ذلك الحوار الصفق وأنا اسمع في إحدى القنوات الأوروبية أن وكالة الطاقة قد أعلنت أنه على من يريد أن يحجز له قطعة أرض على المريخ فليتقدم إليها لأن أرض المريخ أرض بكر تصلح للإقامة والزراعة وبالطبع الهواء العليل ثم تذكرت من جهة أخرى حوارات وثرثرات الأصدقاء والمعارف الذين يتحدثون عن حجوزاتهم لدول العالم ومدنه الرائعة مثل (ماربيا) باريس وجنيف والخ الخ ومن جهة ثالثة تذكرت بيتاً لأحد أصدقائي (الحفاي) يقول فيه:
(الناس تحجز على بارس
وأنا وغازي على رفحاء)
أما أنا فبعد تحقيق فكرة التصييف في المريخ فقلت
(كلٍ يحجز على المريخ
وأنا وأشكالي على الصحراء)