الطبيب ذلك الرجل الإنساني ومن يكتب الله على يديه شفاء عاجل, وربما أدخل الفرحة والبسمة وروح الأمل على مريض أنهكه المرض، وهومن يرسم سعادة من خلال يارته لمرضاه الذين ينتظرونه كل صباح على السريرالأبيض.
إنه إنسان محمل بهموم كبيرة، جعلت جل وقته العملي ملكا لمرضاه فهو صديق الصغير والكبير والغني والفقير، الكل ربما احتاجه في يوم من الأيام، فالمرض ذلك الزائر المزعج ليس لديه لغة الاستئذان ولا يحتاج تأشيرة عبور، وربما أجبر الشخص المتعافي فجأة على الاقتراب من السرير الأبيض أو الاستلقاء عليه وليس بينه وبين إنسان هدنة، لكننا نرفع دعواتنا بالشفاء العاجل لجميع المرضى.
وحيث كل داء أنزل الله له دواء، فالطبيب هو الرقم الصعب في هذه المعادلة، وتحتاجه أمته وقبل هذا وطنه ليكون شريكاً في التنمية الصحية، من هذا المنطلق انطلقت جهود الطبيب الخدمية خارج أسوار مشفاه ومكان عمله، ولو نظرنا على المستوى العالمي تطالعنا منظمات إنسانية تطلق على نفسها أطباء بلا حدود وكثيراً مانشاهدهم من خلال الصورة الفضائية وهم قد توغلوا في أعماق القارة الأفريقية وأدغالها ومناطق أخرى من العالم وساهموا في خدمات إنسانية طبية لفئات سكانية تعيش ضمن بيئة فقيرة وبؤرة وموطن للأمراض.
حتى على مستوى التعاون الدولي والإقليمي هناك زيارات مكوكية لبعض الاستشاريين وكبار الأطباء لزيارة بعض المستشفيات بالدول الإقليمية والصديقة، والمساهمة في إرجاء بعض العمليات والخدمات الطبية والإنسانية، وعلى المستوى المحلي في وطني المملكة العربية السعودية هناك أطباء يحملون شعورا جميلا نحو (مسقط رأسهم) محافظتهم التي ولدوا فيها وتحملوا أبجديات التعليم وعاشوا فترة الصبا وفتوة الشباب.. فبعض منهم لم يصابوا بداء النسيان ولا صفة العقول وآفة الجمود.
فكانوا أطباء يحملون عنصر الوفاء والشعور الكريم وبقيت محافظتهم حاضرة في قلوبهم بل (محطة سنوية) يعانقوها ويعايدونها ويصنعون لحملة جميلة ثاني أيام العيد، وكل ذلك على حساب وقتهم الثمين وسعادة أسرتهم، ربما حرموا أنفسهم المتعة في إجازة خاصة لما يحملونه من محبة لمحافظتهم الرس، التي تفرح لمقدمهم واجتماعاتهم.
وما اللقاء التاسع لأطباء المحافظة الذي عقد في مستشفى الرس إلا امتداد للقاءات صحية سابقة طرحت من خلالها السلبيات والإيجابيات والمعوقات وهموم الصحة وضعف خدماتها والحاجة إلى مزيد من التعاون بين المستشفيات التخصصية والمراكز العلاجية ومستشفى الرس العام الذي شهد في السنوات الماضية ترجمة واقعية لبعض ما دار في اللقاءات السابقة، لكن عجلة المرض لا تتوقف والحاجة في زيادة أكبر، وما الأرقام التي تبادر إلى التسجيل لإجراء عمليات من قبل الأطباء (الزائرين) إلا دليل على النسيج الاجتماعي الذي يحتاج إلى خدمة طبية لكن لا تتوفر في محافظته.
لذا يبقى التطلع إلى هذا اللقاء السنوي هو شماعة تعلق عليها الآمال الكبيرة والخطوط العريضة لرفع المستوى الصحي بالمحافظة.
ولا يسعني إلا أن أقول شكراً لكل طبيب حضر فهو عمق محبتنا وأسعدنا وقام بواجب الوفاء لمحافظته ونلتمس العذر للبقية الذين لم يكتب لهم الحضور، ولكن كلنا أمل في اللقاء العاشر أن يكون الحضور أكثر جمالاً بتواجد نسبة مشاركة متميزة حتى تبقى (الرس) في قلوبنا أكثر إشراقاً وعافية وفي زحمة اللقاء لهذا العام أقول شكراً لإدارة مستشفى الرس العام بقيادة الأستاذ حسين إبراهيم العوض راجياً أن يوفق بإدارة هذا الصرح الطبي والقطاع الصحي وهو أهل لذلك.
كما أدعو لجنة أصدقاء المرضى أن تكون حاضرة بالاجتماعات فاعلة، وأن يتم تكريم الأطباء الاكثر حضوراً وتفاعلاً وخدمة لمحافظتهم بالتعاون مع لجنة الأهالي وإدارة المستشفى واستغلال حفل العيد ليكون هناك فاصل تكريمي لهم حتى نقول للمحسن أحسنت وبارك الله فيك وإلى اللقاء.
Rasheed-1@w.cn- الرس