تونس - فرح التومي:

أعلنت حركة النهضة الحاكمة في تونس «مبادرة» أطلقها اتحاد الشغل أكبر مركزية نقابية في البلاد لتكون «منطلقاً» لحل الأزمة السياسية في البلاد التي اندلعت قبل شهر إثر اغتيال نائب معارض.

وقال راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة للصحافيين إثر اجتماعه أمس الخميس مع حسين العباسي الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل إن حركة النهضة قبلت بمقترح الاتحاد منطلقاً لحل الأزمة السياسية في البلاد.وأوضح: قدمنا في هذه الجولة الثالثة جملة من المقترحات الجديدة.. هذه المقترحات تنطلق من قبول حركة النهضة لمقترح الاتحاد منطلقاً لحل الأزمة السياسية في البلاد.

وأضاف أن هذه المقترحات سينقلها الأمين العام للاتحاد إلى المعارضة وسنلتقي قريباً للإعلان عنها.. ورفض الغنوشي الإفصاح عن هذه المقترحات، مكتفياً بالقول: نحن في حركة النهضة قبلنا بشكل واضح وجلي مقترح الاتحاد في حل الأزمة وكمنطلق للحوار والدخول في التفاصيل سيكون على مائدة الحوار الوطني التي ستنعقد قريباً.وتوقّع الغنوشي أن تجد المقترحات استجابة جيدة من الأطراف السياسية الأخرى في إشارة إلى المعارضة.. وقال: تقديرنا بأننا قريبون جداً من الخروج من الأزمة.. تقديرنا بأن الحوار الوطني سينطلق سريعاً من أجل تجاوز الأزمة. إلا أن متتبعين للأزمة السياسية التي تعصف بتونس أكدوا قبول حركة النهضة بحل الحكومة وتشكيل حكومة إنقاذ وطني مع الإبقاء على المجلس التأسيسي ونوابه لممارسة صلاحياتهم بشكل مؤقت.

إلى ذلك نفى الشيخ راشد الغنوشي انتماء حركة النهضة إلى تنظيم الإخوان الدولي، موضحاً أن النهضة تنظيم تونسي مستقل لا علاقة تنظيمية له بأي تنظيم خارجي.وأعلن الغنوشي أن حركته لن تترشح لمنصب رئاسة الجمهورية، وبالتالي فهو غير معني بالمنصب.

من جهة أخرى تعقد جبهة الإنقاذ مدعمة بعدد من نواب المجلس التأسيسي المنسحبين جلسات عمل مكثفة ومغلقة بغرض وضع اللمسات الأخيرة لأسبوع ارحل الذي ينطلق يوم 24 من الشهر الجاري لطرد المحافظين ونوابهم بالجهات الذين عيّنتهم النهضة استناداً إلى ولاءاتهم الحزبية.

يُذكر أن علي العريض رئيس الحكومة الحالية كان توعد كل من يتجرأ على المس من مؤسسات الدولة وهيبتها بالتصدي له بما يقتضيه القانون، خصوصاً أن عزل المحافظين سيكون إعلاناً رسمياً بدخول البلاد حالة قصوى من الفوضى والانفلات الأمني.

في غضون ذلك أصدر قاضي التحقيق في قضية اغتيال السياسي شكري بلعيد بطاقة إحضار دولية في حق زعيم أنصار الشريعة سيف الله بن حسين المكنى بأبو عياض، وفي حق أحد أتباعه محمد الطويل قائد الجناح المسلح للتنظيم.

وكانت مصادر أمنية أكدت بأن إلقاء القبض على أبو عياض لم يعد سوى مسألة وقت لا يتجاوز الأيام القليلة جداً باعتبار أن أجهزة الأمن على علم بتحركاته داخل البلاد التي لم يغادرها بتاتاً وتنقلاته.

ذات المصادر أشارت إلى تورط أبوعياض في اغتيال السياسيين بلعيد ومحمد البراهمي وفق اعترافات الإرهابيين الذين أُلقي القبض عليهم مؤخراً، حيث أكدوا بأن أبو عياض هو العقل المدبر لعمليتي الاغتيال.