عندما تحين ساعة الرحيل، فالوداع حاصل لا محالة، ولابد من تجرُّع مرارته، حصل هذا عند نهاية إجازة عيد الفطر والاستعداد لبداية العمل، فقد ودّعنا زميلاً عزيزاً لنا هو الأخ عبد العزيز بن إبراهيم المعيقل رئيس مركز الوقف بالقرائن، ذلك الشاب المقبل على الحياة بكل تفاؤل وحماس يدفق حب بلدته وأهلها ـ فكان مشاركاً لزملائه منذ شهر رجب الماضي عند تسلّم مهام المركز كرئيس، فحاز على محبة الأهالي والزملاء بفضل كرمه وحسن أخلاقه وطيب معشره وحماسة لأدائه المسئولية التي ألقيت على عاتقه، لكن القدر لم يمهله ليبدع ويعطي ولله في ذلك حكمة، فهو الذي خلقنا وقدّر أرزاقنا وسعينا في هذه الحياة يمنة ويسرة، ثم حدّد آجالنا سبحانه وإليه ننيب. كان الزميل عبد العزيز الذي كان يعمل سابقاً عسكرياً في الدفاع المدني بشقراء، شاباً خلوقاً منضبطاً في عمله يحوز على محبة زملائه، فقد تحدث لي البعض منهم أثناء أيام العزاء أنه في منتهى الأخلاق والكرم وحسن التعامل، ولم يسمعوا منه ما يعكر هذه العلاقة الطيبة قط، وما برهن على ذلك كثرة المعزِّين من زملائه السابقين في الدفاع المدني من ضباط وأفراد زملاء المذكور رحمه الله، بالإضافة إلى توافد زملائه رؤساء المراكز وموظفي المحافظة وأهالي القرائن ومعارفه الذين ظهر عليهم الحزن، لفقد هذا الشاب الخلوق الذي كسب طيلة حياته محبة الجميع.
لقد كان رحمه الله عائداً من مناسبة اجتماعية، أبى إلاّ أن يشارك فيها برفقة والده، لكريم خلقه وإحساسه بالمسؤولية الاجتماعية، عندما داهمهم حادث أليم على طريق شقراء - الرياض، سلّم روحه إلى بارئها عليه رحمات ربه وسلامة والدة الشيخ إبراهيم المعيقل ... اللهم خفِّف مصابه على أُسرته وأهالي بلدته وألهمهم الصبر واكتب لهم الأجر، فإلى جنة الخلد يا أبا إبراهيم نم قرير العين في دار خير لك من دارك الدنيوية، وستبقى في قلوب محبيك وزملائك أمداً من الدهر حتى يلحقوا بك، ولتبق سيرتك بينهم نبراساً يعطِّر ذكراك خالدة في القلوب، وليظل وجهك الوضّاء وابتسامتك ماثلة للعيان لتترجم جمال محياك أمام زملائك وأصدقائك وأهالي بلدتك.
العزاء كله لوالدك ولشقيقك الأستاذ أحمد ولأسرتك وعمك الأخ سعد وعبد الله المعيقل ولأبناء عمومتك وأهالي الوقف الكرام، والله أسأل لك الجنة والغفران والنجاة من النيران وإنّا على فراقك يا عبد العزيز لمحزونون وإلى ربنا لمنقلبون.
- محمد المسفر - شقراء