علاقة رجـال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مع الجمهور ومع الأعلام شهدت مداً وجزراً في فترات مختلفة. وأعتقد أن رؤساء الهيئة في مختلف الفترات كانوا يبذلون كل ما في وسعهم لأداء عملهم بحسب فهمهم لمهام الهيئة ولنظامها وحسب اجتهاداتهم في مواجهة المواقف.

وأعتقد أيضاً أن الرئيس الحالي للهيئة الدكتور عبداللطيف آل الشيخ أضفى على الهيئة، وأضاف لها سمات إيجابية أزالت الكثير من الاحتقان في علاقة الهيئة مع الإعلام ومع قطاع عريض من الجمهور.

وفي الأسبوع الماضي التقى الرئيس العام رؤساء مراكز الهيئة في الرياض، وطلب منهم أن يرفقوا بالناس وأن يحتووهم، وحدَّثهم عن أهمية الدور الذي تقوم به الهيئة في المجتمع وما هو مطلوب منها في هذا الزمان الذي نعيش فيه.

مثل هذا اللقاء يمكن أن يسهم كثيراً في تفعيل دور الهيئة وتمكينها من أداء دورها الحقيقي في المجتمع بعيداً عن الشطحات التي تحدث بين الحين والآخر من قبل بعض أعضاء الهيئة والتي قالت عنها الهيئة أنها تصرفات فردية أو أنها في بعض الأحيان تصدر عن أشخاص ليسوا من الهيئة أساساً.

فعندما يُذَكِّر الرئيس العام للهيئة رؤساء المراكز بضرورة الرفق بالناس واحتوائهم، وعندما يتفاعل رؤساء وأعضاء الهيئة مع ذلك، فإن المردود النهائي سيكون تعاون الجمهور والإعلام مع الهيئة عن اقتناع مما سيحقق النجاح للهيئة في أداء مهامها.

كثيرٌ من الناس لا تروق له تصرفات بعض أعضاء الهيئة، وكثيرون لهم تجارب ومواقف شخصية سيئة مع بعض أعضاء الهيئة.

ولهذا، فإنه ليس جميع مَنْ ينتقدون الهيئة هم بالضرورة أشخاص لا يؤمنون بأهمية الهيئة أو لا يقدرون دورها، خاصة أن بعض الشباب الذين يتسكعون في الأسواق يمارسون مسلكيات تؤذي النساء وتؤذي العائلات ويتصدى لها رجال الهيئة لحماية الآداب العامة على نحو يثير إعجاب ليس فقط المواطنين بل وحتى بعض الأجانب ممن ليسوا من المسلمين.

ما لا يعجب هؤلاء هو التشدد الزائد في بعض المواقف من قِبَلْ رجال الهيئة والتمسك باجتهاداتٍ مختلَفٍ حولها في الفقه الإسلامي وفرضها على الجميع بأسلوب ينطوي على الكثير من الاستفزاز.

وهذا الأمر يحتاج إلى معالجة تنطلق من الهيئة، ولعل لقاءات معالي رئيس الهيئة المتكررة مع منسوبي الهيئة وتذكيرهم بضرورة الرفق بالناس واحتوائهم هو مما يحقق ذلك.

تصريحات الرئيس العام وما سبق أن كتبه من رؤى واجتهادات حتى قبل توليه مهام منصبه الحالي تدل على استنارة فكرية وتدعونا للتفاؤل.

دعواتنا له بالتوفيق في تطوير الهيئة وتحقيق الأهداف الجليلة التي أنشئت من أجلها الهيئة.