يبدو أننا أصبحنا (مادة ساخنة) لترويج أي صحيفة أو وسيلة إعلام خليجية أو عربية أو حتى عالمية، عبر بث ونشر بعض الأخبار الغريبة أو الطريفة، لأنه لا يكاد يخلو عدد من تلك الصحف والمجلات من أخبار سعودية من هذا النوع ، قد يكون بعضها منقولاً من صحف محلية وإلكترونية، وقد يكون بعضها الآخر معتمداً على (البحث الإنترنتي) القابل للخطأ والتلفيق أكثر منه للصواب!.

ولكن في نهاية المطاف (المتلقّي) يذهب وقد تشكّلت لديه صورة نمطية غير دقيقة عن السعودية، لا شك أنّ ثورة المعلومات والاتصال والتواصل الاجتماعي تمكّن الشخص لمعرفة حقيقة ما يجري في المجتمعات الأخرى، ولكن تلقِّي واستقاء الأخبار من مصادرها (التقليدية) أمرٌ متّبع لدى معظم الشعوب!.

أنظر ماذا قرأ عنا العالم في (الشأن الاجتماعي) فقط خلال الـ 48 ساعة الماضية، وهي أخبار منقولة عن صحف محلية بالمناسبة:

سعودية تقوم بتوزيع هواتف (آيفون)، وأجهزة ( آيباد)، وألعاب أطفال، كهدايا مجانية لكل من يقابلها في حديقة عامة بمناسبة قدوم (حفيدها الأول)!.

عريس (سعودي) يدخل السجن ليلة زفافه، بعد أن قام بضرب شقيقة عروسه، لرفضها دخوله للتصوير مع عروسه، ونشوب معركة بينه وبين النساء، وسقوط العروس مغمى عليها من مشاهد العراك في ليلة العمر، قبل أن يتدخل أشقاء العروس في المشكلة أيضاً!.

سعودي يسكن حديقة عامة مع 6 من أطفاله بسبب عجزه عن سداد إيجار شقته!.

انقسام جماعة مسجد في محافظة (الرس) حول أحقية من (يؤمّهم) بالصلاة، حيث تصلي الجماعة الأولى مع الإمام الذي يرغبونه، ثم تصلي الجماعة الثانية مع الإمام الآخر!.

بالطبع نحن لا نستطيع منع أي أحد، أن ينقل ما يشاء في ظل الانفتاح الإعلامي ووجود مصدر للخبر المنشور، ولكن ماذا يمكننا أن نفعل لو قام أحد بتزوير الحقائق عن (مجتمعنا) للآخرين ؟!.

هل نحن نملك (منصّة إعلامية) للحديث إلى المتلقِّي الأمريكي العادي بلغته عند الحاجة ؟! أو نستطيع شرح ما نريد إلى الفرنسي؟ أو الصيني .. الروسي .. الياباني .. الخ ؟!.

لا بد من إيجاد (منصّات إعلامية سعودية) تصل لهؤلاء، وقنوات مستقلة توضح الحقيقة، في ظل قدرة البعض على الوصول لهم بمعلومات (مغلوطة ومشوّهة)!.

وعلى دروب الخير نلتقي.