الشأن المصري منذ انطلاقة الربيع العربي يختلف جملة وتفصيلا عن أي ثورة قامت في العالم العربي وان كنت بالطبع ضد كل من يتهمنا بالتحيز؛ فالموقف السعودي المشرف تجاه القضية السورية لايختلف أبدا عن المبادئ التي اتخذت فيها قيادتنا موقفها تجاه القضية المصرية، والفرق بالتأكيد واضح لكل من يستقرئ التاريخ فحين يتحول الإسلام لدين يساوم به الاخونجية للحصول على مصالح وتحقيق أهداف واستراتيجيات سياسية لايمكن أن تخدم عملية السلام في الشرق الأوسط كان لابد أن يكون للمملكة العربية السعودية كزعيم عربي ومسلم أن يحدد موقفه بكل شفافية وأمانة، وبكل حزم فالموقف الحالي من قيادتنا الممثلة في المقام السامي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز يعزز كل جهوده التي يعلمها العالم أجمع في محاربة الارهاب تحت أي مسمي عنصري أو طائفي أوعقدي.
لم أستغرب حكمة خادم الحرمين الشريفين في تحديد موقفه في الشأن المصري بهذاالتوقيت والمتتبع لتاريخ الجيش المصري يعلم جيدا أن الجيش المصري هو درع حصين وظل طوال تاريخه العريق يقف في صف إرادة الشعب الحر بغض النظر عن أي أهداف أخرى فما حدث في مصر هو انتصار حقيقي للديمقراطية واحترام لكرامة وإنسانية المواطن المصري، وماقام به السيسي هو تصرف قيادي في توقيت مناسب من فض لاعتصامات الجماعات المتأسلمة.
- وعجبي ممن يعتبرون الحرب ضد الإرهاب الاخواني حربا على الاسلام فمنذ متى اختزل الإسلام مبادئه وقيمه في أشخاص بعينهم ؟؟
- فالإسلام أعمق وأكبرمن أن تحكمه أيدلوجيات تحقق أطماع خارجية وتستهدف تحطيم بنى تحتية لشعب بعظمة وفكر وثقافة الشعب المصري
- وحقيقة أن الإخوان في ماصدر منهم مؤخرا أثبتوا لكل العالم الاسلامي أنهم ليسوا خير من يمثل الإسلام بل هم بعيدون كل البعد عن القيم الاسلامية السامية
- فسيرة الإخوان عبر حقب زمنيه مضت لاتنبئ بمسقبل جيد لمصر في حالة استمرارية الشرعية الغير شرعية للرئيس المعزول وحصيلة ماخلفه الرئيس المعزول مرسي لاتعدو مجموعة من الخطابات الهزلية الساخرة التي تضاف لقاموس المسرح الكوميدي المصري
- وتبقى ارادة الشعب المصري هي الفيصل في هذه القضية فهو شأن داخلي بحت لايحق لأي دولة في العالم المساس به أو التدخل فيه الا بالدعم والمؤازرة لإرادتهم والوقوف لجانبهم لحين تجاوز مصر الأبية لهذه الغمة
- وبالتالي، فان ماقام به الجيش المصري من البت في الأزمة الداخلية لمصر موقف تاريخي نبيل وشهم ليس بمستغرب علي قياداته العسكرية.
والمملكة العربية السعودية لاتكيل بمكيالين مع الأشقاء العرب والمبدأ أوالمنهج الذي اختطته حكومة خادم الحرمين في محاربة العنف والارهاب ليس بجديد عليها وسعت اليه جاهدة وهو محاورة الفكر بالفكر وتصحيح ومراجعات للفكر الضال أو المتطرف بأنواعه فأمن المنطقة العربية مرتبط بأمن مصر واستقرارها وأمن مصر مرتبط بالقضاء على شأو من يريد الفتنة والعبث بأمنها واستقرارها وتدمير حضارات وثقافات متعددة كان النيل يحتضنها بكل حب ويرويها بكرمه الفياض.
- وقدكانت ولازالت سياسة وطننا الحبيب تسير في خط واضح ونهج ينبذ التطرف ويقوم على أساس العدالة وحفظ الحقوق ورد الظلم عن المظلوم والاعانه على النوائب والوقوف صفا واحدا تجاه كل من يريد المساس بأمن الوطن والمواطن السعودي أو المساس بأمن دول الجوار الذين تربطنا بهم علاقة دين ولغة وتاريخ عريق حيث أكد خادم الحرمين الشريفين أن قرارات قيادتنا وحكامنا قرارات حرة لا تتنصل عن واجبها الإسلامي ولا القومي العربي حتى وان تعارضت مع مايراه البيت الأبيض فالبيت الأبيض لايملي رؤيته على سياسة المملكة العربيه السعودية الداخلية أو الخارجية.
- ربما علق الاخوان بعضا من الأمل على الموقف السعودي ظنا منهم أن مايرددونه من شعارات وما يتعاملون به من تكفير لغيرهم وارهاب للشعب المصري قابل للتفاوض فالرؤية واضحة للمملكة قيادة وشعبا والمبادئ لا تتجزأ ولا تتغير حسب المصالح
والشعب السعودي يلتف على قيادته ويثق بملكة الإنسان ونؤمن السفينة يقودها ربان يجيد إدارة الدفة للوصول لبر الأمان فهنيئا لنا بخادم الحرمين الشريفين رجل المواقف الصعبة والقيادي المحنك.
وحق لنا أن نفخر بملك حكيم وحازم لاتأخذه في الله لومة لائم، ولايثنيه عن عزمه عبث خائن، نبارك رأيه ونمتثل لأمره محبة وطاعة فكلنا مع مصر الأبيه قلبا وقالبا.. ولمصر رب يحميها.