سعادة رئيس تحرير صحيفة الجزيرة المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
اطلعنا على المقال المنشور في صحيفتكم بعددها رقم (14933) الصادر يوم السبت 10 شوال 1434هـ الموافق 17 أغسطس 2013م بعنوان: «جبل القارة الحزين»، للكاتبة سمر المقرن، والذي دعت خلاله إلى الاهتمام بجبل القارة الواقع في مدينة الأحساء واستثمار الموقع سياحياً، وتوجيه الدعوة إلى المستثمرين لإقامة المطاعم والمقاهي والفنادق.
وإذ نشكر للكاتبة والصحيفة الحرص على تناول الموضوعات المتعلقة بالسياحة والآثار، فإننا نود إيضاح عددٍ من النقاط الواردة في المقال على النحو التالي:
بداية تشير الهيئة إلى أن تساؤل الكاتبة حول عدم استثمار جبل القارة سياحياً ليجذب الزوار، وإقامة مطاعم ومقاه وفنادق، فإن الهيئة توضح أن جبل القارة يقع تحت إشراف أمانة محافظة الأحساء التي وقعت اتفاقية لاستثماره مع إحدى الشركات الوطنية للسياحة والترفيه، وقد استلمت الشركة الموقع ووضعت خططاً تطويرية طموحة له، غير أن الأعمال في الموقع تأخرت قليلاً بسبب تعديل بعض خطط التطوير، وقد بدأ العمل فعلياً في الموقع لإنشاء منظومة من المباني التي تضم مطاعم وجلسات عائلية وقاعة عرض تحكي تاريخ الجبل، وجانباً من تاريخ «هجر». ومن المتوقع الانتهاء منها خلال نهاية العام القادم 2014م.
ويهدف المشروع إلى أن يكون جبل القارة المعلم السياحي الأبرز الذي يجسد حضارات «هجر» المتعاقبة، من خلال دمج الطبيعة الخلابة للجبل بالتراكم الحضاري والتاريخي لـ»هجر»، لصناعة وجهة سياحية تاريخية بمعايير عالمية، وخلق مشروع متكامل المرافق والخدمات السياحية ليشكل قلب المنظومة السياحية في الأحساء.
ويولي صاحب السمو الأمير بدر بن محمد بن جلوي محافظ الأحساء رئيس مجلس التنمية السياحية في المحافظة، اهتماماً كبيراً بمشروع جبل القارة والأعمال التي تنفذ به، ويتابعها أولاً بأول، ويؤكد على أمانة محافظة الأحساء والشركة المنفذة للمشروع بسرعة إنجاز أعمال التطوير في المواقع.
وقد تطرقت الكاتبة في مقالها إلى عدم الاهتمام بزيارة المعالم التاريخية، والذي يشير إلى ضعف ثقافة المعالم التاريخية في مجتمعنا، وقد أدركت الهيئة أهمية ذلك منذ وقت مبكر، وعملت على تنمية تلك الثقافة والتعريف بأهمية المعالم الأثرية والتاريخية في بلادنا، والمحافظة عليها، وذلك عبر عدد من المسارات لتعريف المواطن بها، ونفذت سلسلة من البرامج والأنشطة التوعوية بالتعاون مع شركائها بهدف ترسيخ مفاهيم المحافظة على التراث الوطني للمملكة والاهتمام بها، وقد بدأت الهيئة تلمس تفاعل المواطنين الذين صاروا يبادرون في المحافظة على المواقع الأثرية والتراثية والإبلاغ عن أي تعديات عليها ومطالبتهم بحمايتها وتأهيلها.
وتضمنت برامج التوعية بالمواقع التاريخية والأثرية التي تنفذها الهيئة والمجتمع المحلي بفئاته كافة، وذلك عبر وسائل الإعلام ومطبوعات الهيئة المختلفة، كما تم - ويتم حالياً - تنفيذ الكثير من البرامج المشتركة مع وزارة التربية والتعليم مثل: برنامج التربية السياحية المدرسية «ابتسم»، الذي حصل عام 2008 على جائزة «أوليسيس 2008» للإبداع السياحي التي تمنحها منظمة السياحة العالمية، إضافة إلى برنامج «السياحة تثري»، وبرنامج «تراثنا غني»، وبرنامج «عيش السعودية» الذي يستهدف زيارة مليون طالب سعودي للمواقع الأثرية والتراثية والسياحية خلال الثلاث السنوات القادمة، ومجلة لوّن مع التراث للأطفال، وإنتاج سلسلة الأفلام الوثائقية للتعريف بالمواقع الأثرية والتراثية «السعودية ملتقى الحضارات».. إضافة إلى مشاريع توعوية مختلفة.
وتعمل الهيئة على جذب الزوار إلى المواقع التاريخية والتراثية والسياحية في الأحساء مثل قصر إبراهيم، ومسجد جواثا، وبيت البيعة، والمدرسة الأميرية وغيرها، من خلال إقامة الفعاليات والبرامج الثقافية التي تسلط الضوء على حقب تاريخية مهمة من تاريخ المملكة فيها، وهي مواقع مفتوحة على مدار العام لاستقبال الزوار، وتستقبل الطلاب من جميع المراحل ليتعرفوا على تلك المعالم التاريخية والحضارية المهمة.
ختاماً نشكركم على طرح ومناقشة مثل هذه الموضوعات المتعلقة بحضارة المملكة والسياحة فيها، آملين نشر هذا الإيضاح في المكان المناسب.
وتقبلوا فائق تحياتي وتقديري،،،
ماجد بن علي الشدي - مدير عام العلاقات العامة والإعلام بالهيئة العامة للسياحة والآثار