إن الكثير من الناس يتوهمون أن الذكاء هو العامل الحاسم الذي يحدد نجاح الطالب في المدرسة أو في الحياة عمومًا. الواقع أن العامل الأهم الذي يحدد نجاح الطالب ليس هو ذكاءه، ولا شجرة عائلته، ولا حالته الاجتماعية الاقتصادية. نجاح الطالب يحدده بالدرجة الأولى مقدرته على “الجَلَد “ – بفتح الجيم واللام- (دوك وورث- جامعة بنسلفانيا). ولكن كيف نرفع درجة الإصرار أو الجَلَد عند طلابنا؟ إن إجابة هذا السؤال ستبقى دائمًا هي التحدي الحقيقي الذي يجب أن يكسبة المعلمون والآباء. التحدي الحقيقي هو أن ينجح المربون في جعل الطالب يعيش حياته كما لو كانت ماراثونًا طويلاً يوصله إلى هدفه. في اليابان – مثلاً- يدربون الطفل في مرحلة الروضة على الجَلَد والصبر بأن يطلبوا منه تنفيذ نشاط يقوم من خلاله بتفريغ وعاء كبير مملوء بقطع صغيرة ذات أشكال هندسية مختلفة في عدة أوعية، وهي عملية مجهدة ومضنية، وتتطلب وقتًا طويلاً، وعلى الطالب خلال عملية التفريغ تلك ألا يخلط في الوعاء الواحد أكثر من شكل هندسي واحد (مربع أو مثلث الخ)، في هذا النشاط لا يتدرب الطفل على الصبر والجَلَد فحسب، بل يتعلم كيف يصنف الأجسام بحسب شكلها الهندسي.. أما طلابنا فهم مساكين فعلاً، فهم لا يجدون في المدارس المناهج والتدريبات العقلية التي تنمي (الذكاء)، ولا هم يجدون في منازلهم ومحيطهم الاجتماعي الفرص التي تنمي لديهم الاعتماد على الذات (الصبر والجَلَد)، اسألكم بالله كيف سيجدون طريقهم إلى النجاح؟