يقول الشاعر أبو تمام:

ولو نُعْطَى الخيار لما افترقنا

ولكن لا سبيل إلى الخيارِ

ويقول شاعر آخر:

حكم المنية في البريّة جاري

ما هذه الدنيا بدار قرارِ

ومكلِّف الأيام ضد طباعها

متطلب في الماء جذوة نار

والعيش نَومٌ والمنية يقظة

والمرء بينهما خيال ساري

في أواخر الثمانينيات الميلادية أقام الشاعر الأمير بدر بن عبد المحسن أمسيته الأولى بجامعة الكويت، وكان الصديق الشاعر نايف صقر آنذاك في الكويت، حيث أقمت في منزله هناك وتعرفت على نجوم الساحة الشعبية في الكويت، فالساحة الشعبية الكويتية كانت هي الأبرز خليجياً فالتقيت الشاعر ناصر السبيعي والشاعر فهد عافت والشاعر حمود البغيلي والشاعر محمد العريعر والشاعر سعود السبيعي والشاعر علي الزعبي والشاعر نايف الحربي وعلي القهيدي ومسفر الدوسري وغيرهم من المتميزين، وتشرفت بمأدبة غداء وعشاء في منازل الزملاء، والكرم من عادات أهل الكويت الأصيلة وقد تشرفت بتناول الغداء في منزل استاذي الكبير الشاعر سليمان الفليح (عراب الساحة الشعبية)، وفي مساء اليوم نفسه في مجلس الزميل الشاعر سعود السبيعي كنت أجلس بجانبه -رحمه الله - وكانت هذه الدقائق نقلة في حياتي بتوجيهه ونصائحه وحثّه لي على صنع الخطوط العريضة لمشواري في الشعر وتحديداً في الاطلاع والثقافة وتسميته لكتب معينة وأسماء شعراء وأدباء ومفكرين استفدت منها كثيراً.. وكنت للتو قد - أنهيت الثانوية العامة - وبدأت سنتي الجامعية الأولى ولن أنسى لوالدي واستاذي الشاعر والإعلامي والأديب سليمان الفليح مواقف أخرى لا تُنسى تغمده الله بواسع رحمته ومغفرته، وإن كان رحل بجسده فقد أبقى (عيال حصن على درب أبوهم) وعزائي لأنجاله الأشاوس: سامي - بسام - باسم - أسامة - سعد - مساعد - سعود وأخواتهم وأسرة الفليح كافة.

وقفة من مرثيتي في الوالد أبو سامي - رحمه الله -:

وداعتك يالأردن ابن الميامين

عطّر ثراك بكل سيره زكيّه

الشيخ أبو سامي رفيع المضامين

الوايلي عز الرجال وخويّه

(في عاتقي ما دمت أنا حي له دَين

دعاء وحجّه كل عام وضحيّه)

واللي كتب رب الملأ فيه راضين

ما فيه حي إلاَّ تجيه المنيّه

حتى الرسل من قبلنا والنبيين

وأحفادنا اللي بعدنا بالسويّه

abdulaziz-s-almoteb@hotmail.com