كنت سعيداً (يوم أمس) بمعرفة معنى (الجسد الواحد) وهو يتمثل أمامي واقعاً!
عندما زرت برفقة سعادة الشيخ ضاري الجربا، وفضيلة الشيخ محمد الماجد، مقر مشروع (الجسد الواحد) الذي أقامه رجال أعمال سعوديين في عمان بالأردن الشقيق، والمخصص لمساعدة الأسر السورية المكونة من أطفال وأرامل!
هذه الفكرة السعودية الرائعة، بعيداً عن عدسات المصورين، وفلاشات الكاميرات، أسسها الأخ مهنا المهنا وأحدثت تغيراً جديداً في مفهوم الإغاثة ومساعدة المنكوبين، فعلاوة على أنها تنطلق تحت لواء الحملة السعودية لنصرة الأشقاء في سورية، تلبية لنداء خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - إلا أنها انتهجت نهجاً مختلفاً عبر البحث عن المواهب من بين أبناء الشهداء واللاجئين في مخيم الزعتري وغيره, ونقلهم مع أسرهم إلى داخل مباني (حملة الجسد الواحد السعودية) المستأجرة في عدة أحياء سكنية بعمان، حيث يتم تخصيص شقق سكنية للعائلة، وتقديم مصروف شهري لكل فرد، وتقديم دروس تعليمية مجانية لهم، وتقديم دورات تدريبية للفتيات السوريات في الكمبيوتر، والرسم، والخياطة، والتزيين.. إلخ!
الهدف بالطبع أن يتحول هذا اللاجئ من (عالة) في نظر البعض، إلى منتج متسلح بمهارة وحرفة ومهنة، يمكنه الاعتماد عليها الآن أو حتى عند العودة إلى سورية بعد التحرير!
وبهذا يتم حفظ الفتيات المسلمات اليتيمات، من التشرد والاستغلال من قبل بعض ضعاف النفوس، إضافة إلى تقديم مساعدات طبية نوعية لبعض الحالات داخل المخيمات من تركيب أطراف صناعية، أو قرنيات لمن فقدوا بصرهم بسبب الشظايا، وقد شدني أنه تجرى اليوم عملية قرنية لمساعدة طفل يتيم فقد والديه بسبب شظية، والهدف هو تغيير حياته نحو الأفضل!
زرنا عشرات الأسر والأرامل، والتقينا أكثر من 400 يتيم ويتيمة، تغيرت حياتهم نحو الأفضل، ينظرون لغد حالم، وأمل قريب، ما جعلني سعيدا أكثر أن من بينهم من حفظ القرآن في هذه الأزمة، بل إن الأطفال يحملون العلم السعودي بيد، والعلم السوري بيد أخرى، يعلنون حبهم للسعودية يرددون الأناشيد السعودية بكل براءة وعفوية، ويدعون لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله (بطول العمر)، ودون أن يطلب منهم أحد ذلك!
لأنهم شعروا بمعنى (الجسد الواحد)، وأخوة الدين والدم التي تربطهم بنا!
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.netfj.sa@hotmail.com