(النية مطية) مَثلٌ عربي معروف يضرب للخير والشر، ولأسبابه قصص كثيرة تُروى، وهناك أمثلة كثيرة على هذا النحو تعطي المعنى نفسه، ويُضرب لوقوعها قصصٌ مختلفة، من ذلك المثل المشهور جداً (أبو نية يغلب أبو نيتين)، والمثل الآخر (على قدر نياتكم ترزقون) وغيرها. تذكرت هذه الأمثال وغيرها وحكم مباراة الاتحاد والشباب الدورية الدولي خليل جلال يطلق صافرته معلناً انتهاءها بانتصار كبير ومدوٍ لفريق الاتحاد بلاعبيه الشبان الصغار المحليين على منافسه القوي، فريق الشباب المدجج بمحترفيه الكاملين، والقادم بمعنويات مرتفعة بعد تعادله خارجياً في الدور ربع النهائي على فريق كاشيو الياباني. والقصة هي أن هناك من الاتحاديين بشرائحهم المختلفة من كانوا ينتظرون المباراة بفارغ الصبر، ويتوقعون أن تكون (احتفالية) للاعبي الشباب وفي مقدمتهم (مهاجمهم السابق) نايف هزازي في المرمى الاتحادي، وبالتالي تكون فرصة ومناسبة للاقتصاص من الإدارة الاتحادية وتوجيه سهام نقد قوية و(شرشحة) إضافية لها ومواصلة التجريح القاسي الخارج عن إطار التقييم أو الإصلاح والتوجيه، لكل أفعالها وجهودها وتحركاتها، وكانت ستكون (حفلة شواء) إعلامية للإدارة الاتحادية، يطبخ فيها أعضاؤها - وفي مقدمتهم رئيس النادي المهندس محمد الفائز - بطرق مختلفة، تبدأ من الشاورما، مروراً بالمندي والأكلات الحجازية الأخرى، وقد لا تنتهي بـ (المدفون)!!
ولأن النية مطية، وأبو نية يغلب أبو نيتين، فإن الله سبحانه وتعالى هو وحده من (خارجَ) الإدارة الاتحادية من مطب وحفلة الشواء بفضله، ثم أداء وحماس وغِيرة وروح الاتحاد التي استعادها جيل (التشبيب والإحلال) وأعاد رفعها من جديد كأقوى أسلحة الفريق في الفترة الماضية، وهذه ليست المرة الأولى التي يفعل فيها ذلك، فقد كانت أدواته في بطولة الأبطال نهاية الموسم الماضي والتي تجلى فيها وحقق اللقب بجدارة، كما أنها ليست المرة الأولى التي ينقذ فيها الله سبحانه وتعالى الإدارة من مقصلة (الشواء).. النقد المنظم والمجحف، وليس ذلك من وجهة نظري إلا بسبب الطيبة التي جاءت بالفائز رئيساً، والتي يقود بها النادي والفريق، وهو في يقيني مع إدارته رغم ارتكابهم أخطاء واضحة، مثل أي إدارة تعمل، إلا أنهم جاؤوا إلى النادي وقد (أخلصوا النية)، وفي الحديث الشريف (نية المؤمن أبلغ من عمله).. أو (نية المؤمن خير من عمله).
كلام مُشفَّر
* حفلة شواء النقد للإدارة الاتحادية (المُعدَّة) من البعض لما بعد مباراة الشباب؛ أفسدها نجوم الفريق باحتفالية مسبقة في المستطيل الأخضر للفريق الشبابي، كان فيها تأكيدٌ على (قيمة) وأهمية ورغبات وإصرار وروح الاتحاد والدم الحار في جيل (التشبيب والإحلال).
* بينات المدرب الاتحادي الشاب أكد أن استمراره مع الفريق قرار صائب، إذ استطاع أن يواصل قيادته للفريق بكفاءة وجرعة حقيقية استفاد منها الفريق، أداءً ومستوى وروحاً.
* غير غياب وعدم مشاركة المحترفين الأربعة غير السعوديين، كان هناك غياب للشريمي والغامدي وأجلس بينات أسامة المولد ومبروك زايد على دكة البدلاء؛ مدرب جريء يقود لاعبين شجعان مع إدارة الشجعان والتغيير.
) يستمر الرد الحقيقي والواقعي من لاعبي وجيل (التشبيب والإحلال) في الفريق الاتحادي، سواء من خلال بطولة الأبطال أو من خلال المستويات والنتائج وكسب الرهان، الذي لم يكن أبداً على النتائج والبطولات، وإنما على سرعة العودة والمستقبل، ولعل بالإمكان تحقيقها كلها مرة واحدة.. وتستمر الحياة.
* مثل غيرها من الإدارات تُخطئ الإدارة الاتحادية الحالية، ولها خطأ فادح يتمثَّل في عدم تجهيز الفريق بالشكل المناسب لمباراة السوبر، غير أنها قياساً بوقتها وتجربتها فإن أخطاءها أقل من إدارات عديدة سبقتها واقتعدت كراسيها.. ولا يدخل ضمن أخطائها تسديد الديون فليست مسؤوليتها وحدها، وأعتقد أن أي إدارة سابقة لم تكن تستطيع بمفردها مواجهة الديون والأعباء المالية من غير وقفة بعض أعضاء الشرف وسخاء الداعمين.
* أمس أعلن مدرب المنتخب الأول لكرة القدم السيد لوبيز كارو قائمته (الأولية) للاعبي الأخضر السعودي قبل الدورة الدولية، وضمت ثلاثين لاعباً سيتم تصفيتهم بعد مباريات الجولة الثانية من الدوري، الجولة حسب ما هو مقرر لها ستُقام يومي الجمعة والسبت القادمين.
وإذا كانت القائمة النهائية ستعلن بعدها، وبالتالي ستتم (تصفية) بعض الأسماء وربما ضم أسماء غيرها، فما هو الهدف والفكرة من إعلان الأسماء أمس، لِمَ العجلة وفي الوقت والأمر سعة؟!
* كل الأندية الكبيرة والصغيرة أنهت مديونياتها وسجلت محترفيها الجدد، ما عدا الفريق الاتحادي الذي لم يقفل ملفه، وقد لن يسجل محترفيه الجدد، من يعتقد أن ذلك خطأ الإدارة وحدها وفشل لها دون غيرها من الاتحاديين؛ يعيش في عالم آخر، إنها مسألة اتحادية مشتركة وأقل ما يُقال عنها (عيب والله عيب).