بإعلان الإدارة العامة للتربية، والتعليم لمنطقة الرياض عن تقديم موعد الدراسة ربع ساعة صباحاً عما كانت عليه سابقاً، بهدف فض اشتباكات المرور، والتخفيف من الازدحام ..، وبدء تنفيذ هذا التغيير بعد أسبوعين من بدء الدراسة بهدف التنسيق بين الجهات المختصة، وشركات نقل الطلبة، والطالبات .. فيه أمران الأول، هو أنّ التعوُّد على التعامل مع الوقت بوصفه قيمة حيوية للإنسان أمر ذو بال..، تعمل عليه الأمم حين تداهمها موجبات تتعلق بمؤثرات سالبة كي تتجاوزها.. واشتباكات الطرق، وزحمتها وبطء السير فيها على مدار ساعات العمل، والدراسة أمر ملحوظ، وقائم، لا ينجو منه طالب، ولا سائق، ولا ولي أمر، ولا أي صاحب حاجة يجد نفسه داخل هذا الطابور ينتظر، ويختنق..، لا تجديه بوقات العربات، ولا رجال المرور الميدانيين، ولا حلمه، ولا نفاد صبره... وأحسب أنّ من مرَّ على تاريخ الحرب العالمية الأخيرة، لا ينسى أنّ ألمانيا حرّكت مصانعها بزيادة إنتاجية خمس دقائق تحت الأرض، لتواجه الحرب بصناعة سريعة لآلياتها الدفاعية، ونجحت...ا
الوقت بلا ريب عامل حركي، منقذ، ومنتج عند من يدرك أهميته ويلتزم به، شرط أن يتم التعامل معه بحقيقة التضافر الجمعي مع أهداف استغلاله، تقديماً، وتأخيراً عند الحاجة..!
ثم الأمر الثاني يرتبط بمن هو المسؤول عن إيصال الطلبة للمدارس..؟
هل جميعهم يصلونها عن طريقة المركبات المؤجّرة، أو ناقلات المدارس كما جاء في الخبر..؟
أو أنّ هناك أعداداً كبيرة ينقلهم إليها من لديه إيصال آخر لشخص آخر في البيت..؟ هو السائق الخاص، أو ولي الأمر..؟
وفي حال هذا ..، هل يكفي الوقت لأن يغطي السائق، وولي الأمر نقل الزوجة لعملها، ومن ثم الذهاب لعمله هو ذاته ولي الأمر، ..أو عودة السائق للمنزل لتولي المهمة..؟ أو أنّ المطلوب لمثل هذا التغيير أن يخرج جميع أفراد العائلة معاً للمدارس وللأعمال..؟
ولئن افترضنا ذهاب العائلة جميعها في آن، ألا ينبغي تعديل آخر لمواعيد العمل في المؤسسات الأخرى..؟
ومن ثم ....
فستبقى الطرقات كما كانت، اللهم فقط تقديم موعد الزحمة .. خروجاً من البيت، وعوداً إليه...
يبدو أنّ المستقبل وحده وفق التخطيط، والعمل القائم على نشر شبكات المواصلات العامة، ومد الجسور، وإتمام مشاريع الأنفاق، والقطار، فيه ما فيه من الحل الأمثل..
فالمدن الكبرى مثل الرياض، تنتظر ما يناسبها من بنية صلبة ومتينة أساسية من شبكات مواصلات تربط الطرق، وتوسع على الناس، وتتناسب جميع الأغراض...
والأهم أن تراعي وقت الفرد، كان طفلاً في مدرسة، أو مريضاً في عجلة ..،
فضلاً عن مواعيد ملزمة، وثابتة ترفع لها صافرات البدء،.. والانتهاء، ...
أو تعلّق لها ساعات راصدة لمواعيد دخول، وخروج..،
أو تفتح لها دفاتر تسطر فيها تحت الثانية من التوقيع، خطوط حمراء... !!
الإنسان ما لم تكن المدينة مهيأة لسيره كما ينبغي... فسوف يجلده الوقت، وتجلده متطلّباته..!!
عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855