أعلنت الرئاسة العامة لإدارة البحوث العلمية والإفتاء عن استقبالها لـ2000 مكالمة يومياً، ما يعني 60 ألف اتصال خلال الشهر الواحد، بغية الحصول على بعض الفتاوى الدينية. جاء ذلك في تقرير صدر عنها أخيراً.
ومع أن الأرقام كبيرة بالنظر إليها مجردة، لكن إذا ما ربطنا الرقم بعدد سكان المملكة وكذلك بثقافة المجتمع السعودي المستندة على الحصول السريع للرأي من مصدر حي هو (الشيخ) وما يتبع ذلك من عبء نفسي وبدني على المشايخ الذين يعيدون ويزيدون في ترديد إجابات على السائلين والسائلات في الغالب إجاباتها مدونة في الكتب ولا تحتاج إلا للتفرغ للبحث عنها نصاً في مئات الإصدارات القديمة والحديثة.
كما أن الثقافة المجتمعية تردد عبر أمثالها (اجعل بينك وبين النار شيخ)، فطفق كل أحد ليسأل في كل صغيرة وكبيرة، حتى صارت هناك أسئلة يمكنها أن تدخل قائمة جينس، وهي المتعلقة بتشقير الحواجب للنساء ويمين الطلاق للرجال، وبينهما تأتي شؤون وشجون كثيرة!
العلم الشرعي رافد أساس في حياة الناس ولا غنى -بعد الله - عن ذوي العلم والرأي والاجتهاد من الثقات، فهم عون وسند للإنسان بعد الله سبحانه في السير في الحياة في طريق آمن ويعيداً عن العثرات والتخبط!
مجتمع لا يقرأ ولا يبحث يحتاج فعلاً لأن تعمل وزارة المالية على تعيين مئات المفتين في المناطق بمعدل شيخ لكل خمسة آلاف سعودي حتى تستقر أذهان الناس وتؤمن على أن أسئلتها ستجد استجابة في وقت سريع.
قبل أربعة عشر عاماً اتصلت على هاتف دار الإفتاء حوالي الحادية عشرة صباحاً، وكنت أحتاج لفتوى في خطأ مطبعي ورد في مجلة البنات التي كنت أديرها، ووجدت فضيلة الشيخ السدلان وجاوب، وكان سمحاً دمثاً جزاه الله خيراً. إنشاء فروع للرئاسة العامة للإفتاء في كل مناطق المملكة خبر مفرح بأنه سيخفف العبء على أعضاء الرئاسة، وسيمنح للمواطنين فرصة أكبر في الاستفادة وطرح التساؤلات، كما أن ذلك سوف يمنح كبار العلماء وقتاً لتدارس فقه الواقع والاجتهاد في النوازل.
f.f.alotaibi@hotmail.comTwitter @OFatemah