ما حقيقـة ما يدور داخل البنوك؟! ما سر المبالغ الفلكية التي يتقاضاها التنفيذيون وكبار الموظفين فيها؟! من هم الذين يحددون كيف يستثمر البنك أمواله وأين؟! ومن هم الذين يستقطبون العملاء الهوامير أو العملاء البسطاء؟ وكيف توظَّف هذه الأموال لصالح البنك؟! من يوسع دائرة خدمات البنوك؛ لتتجاوز البطاقات الائتمانية والقروض المتنوعة والحقائب الاستثمارية؟ وكيف تتحول هذه الخدمات إلى أعباء على العملاء، وأرباح للبنك؟!
نسمع كثيراً عن قصص مسؤولين كبار في بنوك، يهدد الواحد منهم باستقالته، فتهطل عليه الملايين من كل جانب؛ ليشتروا صمته. وعن مختلسين، ينجون من العقاب، ويخرجون صاغاً سليماً، كما تخرج الشعرة من العجين!
ونسمع أيضاً عن موظف يتلاعب بأموال المودعين، طيلة سنوات، تحت أنظار وأسماع الرقابة الداخلية بالبنك.
ثلاثون مليوناً اختلسها مدير الخدمات الخاصة بأحد بنوك المنطقة الشرقية، بعد أن اتصل على عدد من العملاء وأقنعهم باستثمار أموالهم، وإيداع الأرباح شهرياً في حساباتهم. هذه قصة أخرى للتو عرفناها، وجارٍ البحث عن هذا المدير الذي لا يزال طليقاً حتى كتابة هذا المقال، والسؤال:
- إلى متى ومثل هذه الاختلاسات تحدث داخل البنوك؟!
أما السؤال الأهم:
- هل البنوك فكرة اختلاسية أصلاً؟! وإن لم تكن كذلك، ألا يجد مسؤولو البنوك وقتاً لنفي هذه الفكرة؟!