دشن أمير منطقة المدينة المنورة، فيصل بن سلمان، يوم الثلاثاء الماضي دورات تفعيل دور عضو الهيئة في تعزيز الأمن الفكري والتي تنظمها الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وتهدف الدورات إلى تعزيز الأمن الفكري الشامل من خلال تأهيل منسوبي الهيئة للقيام بواجبهم الشرعي في مواجهة المنكرات بجميـع أنواعها، والوقاية من الانحرافات الفكرية بمعالجة طرفي الانحراف الغلو والتطرف. وأكد الرئيس العام الشيخ عبد اللطيف آل الشيخ في كلمته على «ضرورة تحصين الأنفس من أصحاب الملوثات العقلية الذين يزعمون بأنهم أهل دين، والدين منهم براء».
لقد ظلّ الكثيرون يرددون بأن الهيئة لم تسهم في مكافحة الإرهاب أو في التصدي لتوجهات الفئات المنحرفة والمتشددة، وقصرتْ دورها على ملاحقة الشباب والفتيات، وعلى مطاردة شاربي ومروجي الخمور. ووصل الأمر بالبعض أن ينتقد بعض العاملين في هذا الجهاز، معتبراً إياهم نموذجاً للغلو. وهنا تكمن ضرورة أن يعرف العاملون في الهيئة وكبار مسؤوليها أن محاربة الغلو والتطرف، هو الدور الذي لا يقل أهميةً عن مواجهة المنكرات. وربما لو أن الجهود تركزت على الجانب الأول، لشهدنا انحساراً في الجانب الثاني.
في السابق، كان الناس يتقبلون الكلام الإنشائي والعام، الذي تجود به قرائح القيادات في حفلات افتتاح المؤتمرات والندوات والدورات. أما اليوم، فكل كلمة محسوبة، سواءً كانت في حفل أو في محراب مسجد.