تاريخياً كــان سوق عكاظ أحد أهم المحافل العامة التي شهدت تجمعات كبيرة قبل الإسلام، وكان السوق مجالاً لإظهار المواهب ولالتقاء سادة العرب وشيوخهم وفرسانهم وخطبائهم ومكاناً لعقد الاتفاقات والمعاهدات والتقاضي إلى غير ذلك.
وظل فترة بعد الإسلام، ثم انتهى وتحوَّل مع الزمن إلى تاريخ وأطلال حتى جاءت فترة تضاربت فيها الآراء حول موقعه والمكان الذي كان يُقام فيه وكتب في الموضوع كتابات واختلفت آراء الباحثين فيه، ونسبت جملة من المواقع إلى السوق وأنها كانت هي مقره.
لكن من أهم ما شهدناه في الفترة الأخيرة إعادته إلى الحياة بغض النظر عن الاختلافات عن موقعه، وتحويله إلى مهرجان تعاد فيه الذاكرة العربية إلى مشهد ثقافي حضاري ورغم حداثة العهد بإعادة إحيائه إلا أنه أصبح مناسبة منتظرة, ومهرجاناً يتذكّر فيه الأسلاف من شعراء العرب وفرسانهم وسادتهم مع ربط بالحاضر عن طريق جوائز الشعر التي ترمي إلى دعم المواهب ومساندة المبدعين.
والإضافة الجديدة في هذا العام اشتراك مجموعة من الباحثين الصينيين المهتمين باللغة العربية، وهو توجه جيد نأمل أن يتكرر كي يرى المهتمون بالعربية وبتاريخ العرب والإسلام، جوانب من ذلك التاريخ.
وليتعرَّف العرب من أبناء المملكة إلى مهتمين بالعرب والعربية من جنسيات متنوِّعة من شتى أنحاء العالم.
الأمل أن يحظى سوق عكاظ باهتمام أكبر في الأعوام القادمة مما يجعل منه مناسبة عالمية ومحفلاً حضارياً يساعد على الربط بين القديم والجديد وبين شعوب العالم.