حملت إلينا الأخبار السارة أواخر عام 1430هـ توقيع عقد كبير بدراسة وإدارة وتشغيل المستشفى الجامعي لجامعة الإمام الذي يتسع لـ 700 سرير، ويمكن زيادة طاقته إلى 1000 سرير مع شركة فيفانتز الألمانية.
فبحضور معالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبالخيل تم توقيع العقد من رئيس البعثة الألمانية الدكتور دتلف وولتر وعميد كلية الطب المشرف العام على الخدمات الطبية بجامعة الإمام الأستاذ الدكتور خالد بن عبدالغفار آل عبدالرحمن، ونائب رئيس فيفانتز الطبية للشرق الأوسط والرئيس التنفيذي لشركة فيفا طويق الطبية الأستاذ مشعل بن فهد آل زرعة.
وصدور الموافقة السامية الكريمة على إقامة هذا المستشفى الضخم خطوة متقدمة في سعي الجامعة إلى أن تكون شريكاً رئيساً في التنمية الوطنية على المستويات كافة؛ طباً وهندسة وإدارة ولغات مختلفة، بالإضافة إلى تخصصاتها الأصلية في العلوم الشرعية وخدمة اللغة العربية وآدابها، وهذه الإضافات العلمية التطبيقية خرجت بالجامعة من نطاقها القديم الذي كانت تمد المجتمع عقوداً طويلة من خلاله بالطاقات المتميزة المؤهلة في تخصصاتها الشرعية واللغوية، وقد أسهمت في ذلك المجال بقدر وافر ومتميز، ثم تطلعت إلى أن تسهم في تلبية احتياج المجتمع إلى طاقات أخرى جديدة في المجالات العلمية التطبيقية؛ كالطب والهندسة والإدارة، وغيرها، وكانت التجربة في هذا الجانب ناجحة بامتياز في توازن بين النظري والتطبيقي وفي مسارين متناظرين غير متناقضين؛ بل يكمل أحدهما الآخر ويقويه ويوسع من آفاقه، والدليل على هذا ما تشهده كلية الطب في الجامعة من إقبال شديد وشهادات تميز على قصر عمرها من حيث النشأة، وهو ما يدفع إلى أن تتكئ في التدريب والممارسة على مستشفى جامعي يحتضن طاقات الكلية من أساتذة وطلاب، ويخدم المجتمع ويحمل جزءاً كبيراً من الأعباء على مستشفيات الأحياء الشمالية من مدينة الرياض على الأخص.
ومن يمد ناظريه ولو على عجالة حين يكون عابراً الطرق المحيطة الملتفة على الجامعة سيشهد حركة بناء وتشييد لكليات مدينة الملك عبدالله للبنات والمشاريع الإسكان والمرافق الأخرى؛ وكأن هذا الإنشاء والبناء يغالب الزمن ليتم الإنجاز سريعا في وقته المحدد، وكثافة هذه الإنشاءات الضخمة داخل محيط الجامعة الذي ضاق بها أو كاد قد لا يتيح مجالاً لإنشاءات جديدة؛ مما يدفعنا إلى التساؤل: إلى أين يمكن أن يضع المستشفى الجامعي الحلم عصى تسياره الذي طال؟! أداخل الجامعة الذي لم يعد يتسع ولن يتسع لمستشفى من ألف سرير بمرافقه الكثيرة أم إلى خارج محيط الجامعة في الفضاءات القريبة المحيطة؟! وهل يمكن أن تتوسع الجامعة في أي فضاء محيط ما زال مبكراً ولم يستغل بعد؟! ويا ترى: أيمكن أن يكون المكان -كما نسمع همسا- هو العقبة الوحيدة التي أخرت وعطلت البدء في تنفيذ مستشفى جامعة الإمام الجامعي؟!
إننا لم نعد نسمع وقد مضت سنون أربع على هذا المشروع الحلم الذي سيضاف إلى الإنجازات المميزة لعهد خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- ضمن ما حظيت به الجامعة من عناية واهتمام، ونتطلع إلى إيضاح من معالي مدير الجامعة، وهو الشخصية الطموحة المنجزة التي قادت حركة التغيير والتطوير الهائلة في الجامعة؛ إيضاحٍ يكشف الأسباب التي أعاقت التنفيذ والسقف المأمول المنتظر لإنجاز هذا المشروع.
وفي الفترة الفاصلة بين الحلم والتنفيذ التي قد تطول: ألا يمكن أن يحظى منسوبو الجامعة وعوائلهم بتأمين صحي شأنهم شأن زملائهم في الجامعات الأخرى التي تكفل ذلك مستشفياتهم، أو الشركات الكبيرة التي تحيل منسوبيها إلى مسشفيات خاصة كبيرة ؟!
أقترح على معالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبالخيل في مرحلة انتظار إنجاز المستشفى الجامعي التي قد تطول: أن يمنح المنتسب للجامعة بطاقة تأمين صحي تخوله العلاج على حساب الجامعة في أي مستشفى كبير خاص من فئة (ألف) لأن المركز الطبي المتواضع لا يسد الحاجة أبداً ولا يغني عن سواه.
moh.alowain@gmail.commALowein@