جمع أمير المتشددين المنضوين تحت لواء ما يسمى بدولة العراق والشام «الإسلامية» مقاتليه الذين لا يجيد أكثرهم العربية والقادمون من بلاد وراء النهرين من القوقاز والشيشان وغيرها ممن يريدون أن ينتقموا ممن فرضوا عليهم الغربة بشخص أي امرئ ينتمي إلى الإنسانية، كانت تعليمات «الأمير» اقتلوا الكفار في أعزاز، وهكذا اندفع التتار الجدد صوب المدينة الهادئة التي اكتسبت هدوئها بعد أن حررها جنود الجيش السوري الحر، انتشر التتار الجدد وهم يطلقون صيحة منفرة أفزعت سكان وأهالي أعزاز، «أين الكفار..؟!» هكذا كانوا يصرخون ويشاركهم الأهالي الاستفسار، أين هم الكفار..؟!، لم يعرفوا التتار الجدد لغة القوم ولا كلام أهل أعزاز فأصابوا من أصابوا وقتلوا من قتلوا وبزعمهم أنهم يطهرون المدينة من الكفار..!! وبعد تدخل العقلاء من لواء التوحيد توقفت مجزرة التتار الجدد التي اندلعت بعد اشتعال شرارتها الأولى إثر خلاف بين أحد قادة كتائب الجيش الحر، وأحد أمراء ما يسمى بدولة العراق والشام الذراع المسلح لتنظيم القاعدة في سورية، قائد وحدة الجيش السوري الحر طلب من «الأمير المزعوم» أن يخفف مقاتليهم ضغوطهم على أهل أعزاز وأن لا يفرضوا عليهم آراءهم المتشددة والمتطرفة، ولأن «الأمير» الذي يكاد لا يعرف من العربية سوى كلمات قليلة، ويؤمن إيماناً كاملاً بأنه يطبق شرع الله حسب ما فهمه من أميره الأعلى منه مرتبة وأكثر منه وحشية ودموية، اعتبر طلب قائد وحدة الجيش السوري الحر، خروجاً على الإسلام، وأنه يمنع تطبيق شرع الله، ولهذا فإنه وجنوده من الجيش السوري الحر كفار يتوجب قتالهم ليتخذ «الأمير» قراراً باجتثاث الكفار من مدينة أعزاز وتطهيرها ممن يختلفون معه في وجوب شرع الله حسب ما يفهم هذا الأمير وأتباعه، والنتيجة سقوط عشرات القتلى ومئات الجرحى من مدينة أعزاز التي تحول هدوئها إلى اضطراب وفوضى وقلق لتضاف قرينة أخرى إضافية تعزز التخوف مما سيحل بسورية بعد أن يتخلص شعبها من حكم العائلة الطائفية.
jaser@al-jazirah.com.sa