|
لقد نزل علي خبر رحيل سليمان الفليح - رحمه الله - كالصاعقة نعم كالصاعقة لأن الفليح رفيق درب وله مكانة عظيمة في نفسي فحزنت كثيرا وتألمت كثيرا حزنت لأن أمثال الفليح لا يعوضون وتألمت لأنه سيغيب عن الأماكن التي تعودت أن ألتقيه بها.. هذا اليوم يغادرنا الفليح سليمان بكل هدوء وسكينة على غير عادته الصاخبة والمتمردة عبر نصف قرن من العطاء المتواصل والتي بدأها من الكويت. بدأ الفليح خطواته الأولى من طرقات الكويت المكتنز بحبها آنذاك.. كتب الفليح عن الكويت كمدينة سمحت له بالركض ولكن في حسابات معينة مثلها مثل أي مدينة عربية تضع المثقف العربي في قائمة ممنوعاتها.. بدأ الفليح من حي الشويخ وبالتحديد من جريدة السياسة الكويتية ثم القبس.. في الكويت عاش بداياته الأولى.. علمته الكويت الكثير ومنحته الكثير عندما كانت الكويت ملاذا للعاشقين والممهمومين.. زامن الفليح حقبة ناجي العلي ومحمود السعدني وكل الرفاق العرب الذي احتضنتهم الكويت وفتحت لهم أبوابها وكشفت لهم عن خباياها.. عاش أجمل أيام حياته.. منحته الحب ومنحها الصفاء والصدق تجول الفليح في شوارع الكويت ومقاهيها تنقل بين الجهراء والفحيحيل والسالمية والمباركية تجول في كل مدن الكويت عندما كانت الكويت مصدرا للإشعاع الفني والمسرحي والإعلامي حتى إن الفليح شارك الكويت في كل حروبها عندما كان الفليح يرتدي خوذة المحارب كتب الفليح عن الكويت كثيرا عاش أفراحها وأتراحها دافع عنها بعد الاحتلال في هذرولوجياه العظيمة من مدينة الرياض ومن جريدة الرياض.. جلس الفليح على أرصفة المقاهي العربية كمثقف تقدمي طليعي وتجول في صالوناتها العامرة آنذاك في بيروت ودمشق وعمان وبغداد والقاهرة تأثر بصخبها وتجاربها وانكسر بانكسارتها هكذا كان الفليح.. واليوم يرحل الفليح كجسد لكن روحه باقية معنا في حكاياتنا ومجالسنا وحاناتنا وطرقاتنا سأظل أذكر أبا سامي كلما مررت بالجهراء والرقعي والنسيم وعرعر وطريف والحماد والبردويل وكل تلك الأماكن البهية التي شكلت سليمان الفليح.
عبدالهادي السعدي