حين يتوعّك الجسم، أيتوعّك الذهن معه..؟
هل هناك علاقة توافقية بينهما..، فيئن كل منهما عند طارئ إجهاد ..، أو زيارة حمى ..،
أو اعتلال جزء في هذا الكيان..؟!
عن نفسي..، تتقد عند العلة الجسمية فيَّ كلُّ الأفكار في ذهني..،
وتتبخر إن عجزت اليد عن تدوينها..،
ولا تحتفظ بها الذاكرة..
كأن كل هؤلاء معتلون معاً..، متوعّكون بالتداعي...، يتناقضان العقل والأجزاء الأخرى..!!
وكثيراً ما تحدثت عن هذا الوضع لأجزائي..؟!
كنت أدهش من هذا الاستقلال بينهما..، وأحزن منه..!!
لكنني لا أعاتب ..، ولا ألوم ..،
فالحرية التي أؤمن بها، أقيمها بطلاقة تامة بين أيدي أجزائي..
وأطلق عنانها لها..!
حرة هي أفكاري إن رفضت البقاء في ذاكرتي أثناء المرض..،
وحري بذاكرتي أن تركن للدعة حين تغلق عنها الحركة..، حين لا يتحدث فيَّ غير الألم..،
وليس بالضرورة أن يحس بهذا الألم عقلي الذي يفكر..،
أو أفكاري التي تلوب في ذهني..،
ولا فرْض على يدي ..، وعيني كي تكتب الأولى، وترقب لها الثانية منازل القرطاس..!
مع أنني أمنح العذرَ الأول ليدي، هذه التي أتعبتها عمري في التدوين إن تقاعست عند التوعّك..، أو لم تتحمس لتدوين الأفكار المائجة، والضاجة، والمتماوجة..، !!..
فلها أن تستريح حين تشكو بقية الأعضاء..، فلا تفعل أكثر من أن تتداعى معها صمتاً، وسكينة..!!
عند المرض الطارئ، لا أخرج من هذا الاحتدام..، عند إقامة التبرير لأي من الأعضاء في جسمي الموجَع..، إلا باستدعاء النوم...، واستلهام السكون..!
وقبلا الاعتذار لرئيس التحرير عن مقال يوم تحتدم فيه الأفكار ..،
لكن لا جزء في الجسم يتنازل فيه عن حريته ليستجيب لها..!!
لذا فاعذروني عندما تأخرت عنكم أمس....
أو إن سيحدث فأتأخر عنكم أعزائي فيما بعد....!!
رئيس التحرير حليم متميز جداً في التعامل مع كتَّابه..، هذه ليست مجاملة..،
بل شهادة يستحق أن تدوَّن له..
حقيقة لا شك فيها..، ولا شك أنكم كذلك..،
فأنتم الهدف.. وخاتمة المطاف..
عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855