التربية أساس بناء شخصية الفرد في المجتمع، ومن هذه التنشئة ينشأ الشباب على حب أوطانهم كلما كانت القدوة حسنة من الأسرة أو المدرسة أو المجتمع.
وهناك من ينشأ ويترعرع في أجواء غير سليمة تبث الكراهة والحقد والشر وكل ما هو بعيد عن الأهداف السلمية، فالتنشئة السليمة تربي في النشء الوفاء وصدق المواطنة وترسيخ مبدأ الانتماء الوطني عن طريق الأسلوب المؤثر والتعبير الراقي وإيقاظ العاطفة الوطنية.
فالمواطنة مسؤولية وعطاء والتزام ورسالة وشعور بالواجب؛ ليظل المواطن لبنة حية في بناء مجتمعه، لتحقيق مجالات التقدم والتطور والبناء الشامل المتكامل في مختلف مجالات الحياة وشتى القطاعات، وعلى كافة الأصعدة الإنسانية والاجتماعية والعلمية، كما أن المواطنة خلق ووفاء وإخلاص في أداء الواجب وتحقيق الخير لأبناء المجتمع.
ولا شك أن التربية الدينية والاجتماعية تلعب دوراً مهماً في بناء الإنسان وحسن توجيهه إلى الحياة الخيرة الفاضلة، بحيث يتفاعل مع بيئته ويقدر مسؤوليته ويقوم بواجباته ويعمل على تطوير مجمتعه اجتماعياً وثقافياً واقتصادياً، ويجعل من خدمة أمته ومجتمعه هدفاً أعلى يسعى لتحقيقه، فالوطن عزيز وينبغي الحفاظ عليه.
وتمر بلادنا اليوم بنهضة حضارية وعلمية وثقافية، وبمرحلة مهمة من مراحل التطور والتقدم وتنمية المجتمع، ودفعه خطوات إلى الأمام، وكل مواطن عليه أن يضيف لبنة من لبنات البناء إلى النهضة، والمواطن ولا شك هو حجر الزاوية في عملية البناء والتقدم ودفع عجلة التنمية الشاملة وتحقيق الغايات بمسؤوليات وتحمل للواجبات، فإن ذلك يساعد على تحقيق الغايات والدفع بقافلة التطور نحو الاتجاه الأفضل وتحقيق النتائج المثلى، والوطن يتطلع إلى خدمته من قبل الجميع بكل حب وثقة وتضحية، والمواطن مطلوب منه أن يتطلع بدوره الأصيل في حشد طاقاته في سبيل مواجهة معطيات الحياة ومواكبة هذا الطموح الحضاري الشامل الذي سيجني الجميع ثماره، والإنجازات والأعمال -كما هو معروف- لا تتحقق بالأماني والأحلام، بل بالمزيد من الجهد والعطاء والتضحية والإخلاص، وبالعمل الجماعي الجاد المتواصل واستيعاب الواجبات والمعطيات.
عضو جمعية التاريخ والآثار بجامعات دول مجلس التعاون- وعضو الجمعية العلمية للغة العربية