مع التحولات الإعلامية الرهيبة، والانفتاح المعلوماتي والثورة التقنية وإرهاصاتها التي يشهدها عالمنا اليوم.. نتيجة التحديث والمعاصرة.. زاد على ذلك التنوع الهائل الذي يشهده الإعلام الرقمي واتجاهاته المؤثرة.. والتي ألقت بظلالها على واقع المجتمع السعودي الفتي في جوانب عدة، جعل (نظرية غوبلز) أكثر قوةً وانتشاراً ومفعولاً في مجتمعنا الرياضي تحديداً.. فجوزيف غوبلز وزير الإعلام في عهد النازي (هتلر).. صاحب الكذب الممنهج والمبرمج الذي أطلق مقولته الشهيرة (اكذب.. اكذب.. اكذب.. حتى يصدقك الناس)..!! ومؤسس مدرسة إعلامية مستقلة تقوم على منهج الكذب المبرمج..! وواحد من أبرز من وظّفوا استثمار وسائل الإعلام في الحروب في القرن الفائت, ما زال - وعبر نظريته الشهيرة - حياً يُرزق بيننا بعد أن طورت تكنولوجيا الإعلام وقنواته.. وسائل الكذب والتضليل وقلب الحقائق وشيوع ثقافة فرعون (ما أُريكم إلا ما أرى)..!! وجعلها أكثر تأثيراً وانتشاراً، وبالتالي سهَّلت مهمة (الغوبلزيين) الجدد في العمل الإعلامي.. فمثلاً الإعلام الرياضي الفضائي في معظم برامجه الحوارية يبحث عن الأعلى صوتاً، والأكثر شتماً، والأشهر كذباً.. حوارات مهزومة, ونقاشات مشحونة.. تشجع بعض الإعلاميين على استخدام أسلوب الإثارة الرخيصة المبنية على التزييف والتدليس وقلب الحقائق وبث الأكاذيب.. بهدف استقطاب أكبر عدد من المتابعين والمشاهدين على حساب أخلاقيات المهنة ومبادئها السامية - والأسوأ - أن هؤلاء (الغوبلزيين) هم من يُشكّل الرأي العام الرياضي, وهم من يؤثر على قرارات اللجان والاتحاد.. وهم من يقود لغة الحوار إلى غياهب الفرقة والتباغض والتباعد, ونشر لغة التعصب ومفردات الكراهية والعنصرية والبغضاء والإقصاء.. التي تتنافى مع قواعد الضبط الأخلاقي والقيمي والاجتماعي, ولا تتماشى مع سياق المبادئ الرياضية، وبالتالي ساهم (الإعلام الرياضي الغوبلزي).. وإرهاصاته في إخفاق الرياضة السعودية وتدهورها حتى وصلت إلى ما وصلت إليه من سقوط مخجل في التصنيف العالمي مؤخراً..!!
) وأمام هذه الإرهاصات والممارسات المناهضة.. أصبح المجتمع الرياضي بحاجة ماسّة إلى تأطير وتأصيل الحوارات التي تنشر عبر المنابر الإعلامية وإعادة صياغة وصناعة الرسالة المهنية, وعلاج (الفكر الغوبلزي) المهيمن على واقع إعلامنا الرياضي.. وتنقية الأجواء المهنية من شوائب هذا الفكر الرخيص الذي ينطلق من ثقافة فرعون الإقصائية.. والبربقندا الغوبلزية.. ويدفعها إلى الكذب والتشكك والتجريح والافتراء والإقصاء وممارسة الضغوط والإرهاب على اللجان وغيرها، إرضاءً لميولها المفضوحة وإشباعاً لانتمائها المكشوف..!! ومن أجل تنمية ثقافة الحوار الرياضي الواعي علينا أولاً: الاعتراف بوجوده «كمشكلة» في وسطنا الرياضي.. والاعتراف نصف الحل كما يقول عالم الإدارة الشهير (هنري فايول)..!! والنصف الآخر تفعيل مذكرة التفاهم بين الرئاسة العامة لرعاية الشباب ومركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني التي وقِّعت يوم السبت16 - صفر 1429هـ الموافق 23 - فبراير 2008م ونصَّت موادها.. على العمل على تعزيز ونشر ثقافة الحوار بين فئات المجتمع الشبابي والرياضي, ووضع وتنفيذ برامج تدريبية إستراتيجية لنشر ثقافة الحوار والتسامح والوسطية والاعتدال, والتعاون في المجالات الإعلامية بين المركز والرئاسة العامة لرعاية الشباب في نشر ثقافة الحوار بين فئات الشباب والرياضيين, والمشاركة في إقامة لقاءات علمية وندوات ثقافية وملتقيات حوارية بناءة في مجالي الشباب والرياضة، تساهم في تأصيل وتفصيل الحوارات التي تُنشر عبر المنابر الإعلامية والارتقاء بالخطاب الإعلامي الرشيد.. ويكفي أن (الغوبلزيين الجدد) الذين اُبتلينا بهم في إعلامنا الرياضي.. ساهموا بخوائهم الفكري وإفلاسهم الأخلافي وفراغهم النفسي في تحويل الحوار الرياضي.. إلى لغة بغيضة, وثقافة مهزومة.. مليئة بالضجيج الهجومي والأصوات والآراء الأحادية التي تُذكي مظاهر التعصب المشحون وبث الأكاذيب والمغالطات, ونشر مفردات العنصرية والكراهية والتباغض والإقصاء في المجتمع الرياضي الذي هو جزء من نسيج مجتمعنا الفتي.. وربما يتفق معي الكثير أن المجال الرياضي أصبح بيئة خصبة لإظهار التعصب والعنصرية والمناطقية والفئوية والإقصائية.. وعلى القائمين على (سنامه) تنقية أجوائها وجعلها بيئة صحية وتصالحية من أجل الارتقاء بالفكر والرأي, والتطور الرياضي المنشود.
Twitter@kaldous1