سبحان الله، قبل أكثر من ثلاثين سنة عندما بدأت البعثات الدراسية لأمريكا (كنا معشر الشباب) في ذلك الوقت طبعاً نتمنى أن نصل ببلادنا إلى ما وصلت إليه أمريكا من تطور هائل في مجالات شتى.
والسبب الذي أراه من وجهتي كرياضي أن (أمريكا متخلفة في كرة القدم) طبعاً في ذلك الوقت لم تكن تحلم أن تترشح لكأس العالم، الآن أصبحت من الدول التي تترشح باستمرار!
بعد أمريكا أصبحنا نتحدث بإعجاب عن بلد إسلامي آسيوي اسمه (ماليزيا) وأصبح أبناؤنا وبناتنا يحلمون بقضاء إجازاتهم في هذا البلد الرائع فجأة وبدون سابق إنذار يخرج علينا بلد عربي خليجي مجاور اسمه (دولة الإمارات) وأصبحت مضرب الأمثال من الناحية الاقتصادية والمالية وثورة الاتصالات والاستثمارات، بل التطور الرياضي المبني على التدرج في البناء!
بل إن الإعجاب بهذا البلد يزداد يوماً بعد يوم من كافة أنحاء العالم.
وحيث إن (الإدارة الناجحة) هي أساس العمل الصحيح ومعرفة الأخطاء وعلاجها هما ركيزة من ركائز (الجودة الشاملة).
وأعتقد أن (تراجعنا الرياضي) له أسباب أهمها:
الأول: سبب إداري.
وعندما أبحث عن كم لدينا من رئيس ناد يعمل بطريقة منظمة وفكر إداري - بعيداً عن الإثارة وحب الظهور، والانشغال بناديه بدلاً من الحديث عن الآخرين - لو بحثنا عن نوعية هؤلاء الرؤساء لن نجد إلا العدد القليل والقليل جداً!
كم لدينا من (مدرب أجنبي) صاغ عقده ووضع شروطه وما على الرئيس إلا أن (يبصم فقط) وفي الأخير يفشل المدرب تدريبياً ويكسب مادياً ويعود إلى بلاده محملاً بالملايين!
هل لدينا (رئيس يعرض العقود) على مستشارين أو قانونيين - قبل التوقيع بالموافقة!
ألم أقل إن لدينا مشكلة إدارية (نحتاج لفكر إداري) كم لدينا من لاعب تم توقيع عقده وهو في الواقع لا يساوي (ربع) ما دفع له من ملايين ويظهر لنا (الرئيس بجانبه) وهو يوقّع العقد وكأنه منتصر في هذه الصفقة وهو لا يدري أنها (صفعة) ألم أقل إن لدينا مشكلة إدارية في أنديتنا (نحتاج إلى فكر إداري).
كم لدينا من منشأة رياضية قدّمتها الدولة - أعزها الله وحفظها لشباب الوطن - يمكن أن تدر هذه المنشأة (ذهباً) لو كان لدينا (الفكر الإداري الناجح).
قال لي رئيس بعثة منتخب الإمارات ورئيس نادي الوحدة الإماراتي أثناء اجتماعنا في نادي الرياض، قال لي لديه في نادي الوحدة خمسة وعشرون مليون درهم سنوياً ويتوقّع أن ترتفع إلى خمسة وأربعين نتيجة استثمارات مرافق النادي وأصبح النادي الذي كان ينتظر (تبرعات الشيوخ وأعضاء الشرف) أصبح لديه ملاعب ومرافق خارج النادي! واستثمارات مالية كبيرة!
بل إن لاعبي منتخب الإمارات الوطني تعاقدت معهم (شركات عطور) وأصبح لديهم عطور تحمل أسماءهم، حتى إنهم أصبحوا يقدّمون التبرعات للجمعيات الخيرية، داخل الدولة وخارجها، بل إنهم بعد كل انتصار يحققونه يقدمون الهدايا للعاملين حولهم!
سؤال واحد: كم من اللاعبين السعوديين الذين حصلوا على الملايين (سجّلوا كأعضاء أو متبرعين للجمعيات الخيرية)؟ لم أسمع بأحد منهم حتى الآن! إنه (الفكر الإداري).
سألت أحد اللاعبين القدامى (ابن أختك) حصل على عرض بالملايين هل قدَّم لك شيئاً وأنت الذي قدمته للملاعب قال (لا لم يقدّم لي شيئاً) هذا اللاعب للأسف (تنكّر) لكل من وقفوا معه.
كما لدينا من (مدير أعمال) يسوّق وينقل اللاعب الواحد إلى (خمسة أندية) في (خمس سنوات) حتى أصبحت لدينا سوق (تدوير العجائز) أو مشروع اسمه تدوير عجائز الأندية، هل من يستقطبهم ويدفع الأموال لجلب هؤلاء وما أكثرهم في أنديتنا.
هل لديه (فكر إداري) وتخطيط للمستقبل ألم أقل إن لدينا أزمة فكر إداري.
عندما توقفت الكثير من الأندية وبخاصة (الكبيرة) عن تقديم (المواهب) توقف النمو وتوقف الإنتاج وتوقف كل شيء يوصلنا للقمة وأصبحنا في منحنى آخر اسمه (النزول التدريجي) على مستوى قارة آسيا وعلى مستوى التأهل لكأس العالم!
السؤال الأخير: (كم عدد المواهب الشابة التي تقدّمها الأندية الكبيرة لكرتنا السعودية)؟ حالياً الجواب لقد توقفت وأصبحت (تستقطب).
يتبع في المقال القادم..