نعيش هذه الأيام مناسبة اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية، نعيش هذه الأيام فرحة مرور ثلاثة وثمانين عاماً على قيام الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -طيب الله ثراه- برفع راية لا إله إلا الله مهللاً ومعلناً توحيد المملكة، وأن المُلك في أرض الجزيرة لن يكون إلا لله سبحانه وتعالى ثم لعبد العزيز بن عبدالرحمن.
إن من ينظر إلى ما تحقق على أرض الوطن من منجزات حضارية وتنموية خلال الثمانية عقود الماضية وفي مختلف مناطق المملكة، يصعب عليه تصديق ذلك، خاصة وأن أرض الجزيرة في ذلك الوقت كانت تفتقر لكافة المقومات الأساسية التي تحتاجها عملية بناء التنمية. ولكن وبفضل الله سبحانه وتعالى وبما أنعمه على وطننا من خيرات اقتصادية وقيادة سعودية عملت وما زالت تعمل من أجل أن ينعم شعبها بالحياة الهانئة، لذا نجد بأن المملكة أصبحت تنافس بل وتتفوق على الكثير من الدول التي سبقتها بمئات السنين.
وما من شك إن مناسبة اليوم الوطني هي فرصة مواتية لنسأل أنفسنا عن ماذا أنجزنا خلال الفترة الماضية في سبيل بناء التنمية السعودية، فماذا تم حيال تطوير الكثير من الأنظمة الاقتصادية، وماذا أعددنا لنجعل البيئة الاستثمارية في المملكة أكثر ملاءمة لجذب المزيد من الأموال الأجنبية، وهل حققنا النسب المرضية في عملية إحلال الأيدي العاملة الوطنية بدلا من الأجنبية، وماذا تم حيال الارتقاء بآليات أداء الشركات المساهمة التي أنهكت بخسائرها شريحة كبيرة من المواطنين، وهل تم إعادة التخصصات والخطط التعليمية لتكون أكثر توافقاً مع متطلبات واحتياجات سوق العمل، وماذا وماذا وماذا... إلخ. استفسارات كثيرة تحتاج إلى وقفة ومراجعة مع النفس من الجميع, أعود وأكرر بأن ما يتوجب وضعه في الاعتبار هو أهمية عدم توقف عجلة التنمية أو تباطؤها، وأن ما تم تحقيقه من إنجازات تنموية في وقتنا الحاضر قد لا يكون ملائما للمراحل المستقبلية القادمة مما يعني أهمية تفعيل الجهود من أجل دفع عجلة التنمية السعودية إلى الأمام، هذا إذا ما أردنا أن يكون لنا المكانة التي نتطلع أن نتبوأها.
وأخيراً، لا نملك سوى الدعاء بالرحمة والغفران لجلالة المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن طيَّب الله ثراه. وأشدُّ على يد كل مواطن بأن يتخذ من التجارب التي مرَّ بها موحِّد هذه الجزيرة التي استطاع من خلالها أن يؤسِّس بنيان هذه الدولة عبرةً له.
dralsaleh@yahoo.comالأمين العام لمجلس التعليم العالي