جاك كوستو ضابط في البحرية الفرنسية، عالم، مكتشف، منتج أفلام، مخترع، مصور، مؤلف، باحث، درس علوم البحار وأنواع الكائنات التي تعيش فيها، عضو في الاكاديمية الفرنسية، وكان يلقب بالقبطان كوستو عاش

خلال الفترة (1910-1997)، يروى أنه شاهد بأم عينه المعجزة التى ورد ذكرها في الآية المشار اليها أعلاه؛ لاحظ القبطان كوستو خلال إحدى رحلات الاستكشاف البحرية الى عمق المحيط، أن هناك عددا من الينابيع تنبعث منها تيارات مائية عذبة، والذي شد انتباهه أن تلك المياه العذبة لا تمتزج مع مياه البحر المالحة، وقضى وقتا طويلا يحاول أن يجد تفسيرا معقولا لهذه الظاهرة دون جدوى، وفي أحد الأيام تحدث عن هذه الظاهرة لبروفسور مسلم الذي اخبره ان هذه الظاهرة تعمل بأمر الله، ثم ترجم له قراءة الآية المشار اليها أعلاه، فقال القبطان “ إن هذا الدين بلا شك سماوي” واعتنق الاسلام.. بواسطة الاستشعار عن بعد يمكن تحديد أين يوجد البرزخ وكيف يعمل؛ على سبيل المثال عندما تدخل مياه البحر الأبيض المتوسط الى مياه المحيط الأطلسى عبر مضيق جبل طارق تظل المياه محتفظة بنفس خصائصها من حرارة و ملوحة وكثافة داخل الأطلسي لمسافة مئات الكيلومترات وعلى عمق ألف متر، قبل أن تفقد تدريجيا تلك الخصائص وتبدأ بالامتزاج بماء المحيط، كما اكتشف العلم أنه نظام محصن ومتقن لا يمكن أن يختل بتأثير الأمواج العاتية او التيارات المائية أو ظاهرة المد والجزر، كذلك رصد الاستشعار عن بعد، وجود نفس النظام في أماكن أخرى على كوكب الأرض مثل التقاء مياه البحر الأحمر مع مياه المحيط الهندي عبر مضيق باب المندب.. بواسطة الأقمار الصناعية التى تسبح فى الفضاء يمكن الحصول على صور مذهلة عن المظاهر الكونية وقياس التغيرات التى تحصل على كوكبنا الأرض، وبواسطة التلسكوبات العملاقة المزروعة على قمم الجبال يمكن الحصول على صور النجوم والكواكب فى مجموعتنا الشمسية، أجملها وأوضحها تلك الصور من تلسكوب هيل المثبت في الفضاء منذ سنوات.. بواسطة تكنولوجيا الفوتو شوب يقوم بعض المجتهدين في مجال الدعوة الاسلامية بما لديهم من مهارة في تقنية المعلومات بعمليات قص و لزق (مونتاج) لتلك الصور الكونية وإعادة إنتاجها مع تلاوة من الآيات القرآنية المرتبط معناها بتلك الصور، ومن ثم بثها عبر قناة اليوتيوب لتذكر الناس بالصوت والصورة بعظمة الخالق أو تبرز مشاهد من الاعجاز العلمي في القرآن، جعل بعضا من قامات الدعوة الاسلامية يستشهد بها في خطابه الدعوي..

الخلاصة

نشأ اتجاه معاصر في المجتمع العلمي المسلم يرتكز على السبق العلمي في القرآن، على سبيل المثال البرزخ الذي ورد ذكره في الآية القرآنية أعلاه اعجاز علمي لم يكتشفه العلم سوى مؤخراً؛ وسرعان ما تطور ذلك الاتجاه الى منهج علمي إسلامي يرصد المكتشفات العلمية ذات العلاقة بالآيات القرآنية والسنة فانبثق عن هذا المنهج (هيئة الاعجاز العلمي في القرآن والسنة).. منهج لم يحظ بالقبول لدى غالبية المجتمعات العلمية العريقة حول العالم، لافتقاره إلى مقومات البحث العلمي واعتماده على اكتساب المعارف، وملاحقة ما يتوصل إليه العلماء في المجالات الكونية وما يكتبون وما ينشرون من قضايا واكتشافات علمية. تحتج تلك المجتمعات العلمية أن المنهج لا يقدم اضافة علمية إلى المعرفة الانسانية، وإنما مجموعة جهود تبذل لإنشاء علاقة بين العلوم الكونية وبين الحقائق الايمانية فوائدها معنوية وذهنية لصالح المسلم؛ تسهل عليه ممارسة شعيرة التفكر والتدبر في آلاء الكون العظيم..